معن كدوم / لندن

نظم فرع رابطة المرأة العراقية في بريطانيا امسية فنية ثقافية على شرف الذكرى الثامنة و الستين لتاسيس رابطة المرأة العراقية، و الثامن من اذار يوم المرأة العالمي ، على قاعة كنيسة ريفنسكورت ، بتاريخ 6/3/2020 . بحضور متنوع وكبير من قبل الجالية العراقية في لندن .

بعد الترحيب بالحضور من قبل عريفة الحفل الرابطية ، ذكرى علي ، بدأت الامسية بالوقوف دقيقة صمت على ارواح شهيدات الرابطة وجميع العراقيين اللذين استشهدوا وهم يقارعون الانظمة المستبدة و الطائفية واخرهم شهداء انتفاضة تشرين .

بدات السيدة علي حديثها عن الاسباب التي دعت العالم الى الاحتفال بالثامن من اذار كيوم عالمي للمرأة ،وقالت "  اقترحت المناضلة كلارا زيتكين عام 1910 في المؤتمر الدولي للنساء العاملات في كوبنهاغن اقترحت أن يصبح 8 آذار يوماً عالمياً للمرأة واحتفل به ولأول مرة في عام 1911، في كل من النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا، الا ان مقترح كلارا زيتكين بيوم عالمي للمرأة لم يكتسب الصفة الرسمية إلا عندما طالبت النساء الروسيات اللواتي أعلنّ إضرابا من اجل الخبز والسلام خلال الحرب العالمية الاولى عام 1917،  وعندها منحت الحكومة الروسية المؤقتة حق التصويت للنساء فكان الاحتفال بهذا اليوم حقيقة واقعة "

ثم تتطرقت الى نضال المرأة واهداف رابطة المرأة العراقية في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها النساء العراقيات .

بعدها دعيت سكرتيرة الفرع ، السيدة احلام السعدي ، لالقاء بيان رابطة المرأة العراقية الذي صدر بالمناسبة ، والذي جاء فيه "" في الثامن من آذار نستعد لأستذكار نضالات النساء العراقيات والصور البطولية التي تسجلها المرأة عبر التاريخ رغم الظروف الصعبة والتحديات الكثيرة التي تجعلهن عرضة لأبشع أشكال الانتهاك دون حماية أو اجراءات عاجلة للوقاية من العنف بجميع أنواع واشكاله.

واضافت ، رغم كل مظاهر الاقصاء والتهميش والتراجع الكبير في حقوق النساء والفتيات وما يتعرضن له يومياً من عنفٍ ومحاولات للاساءة والتشهير والخطف والقتل اثناء مشاركتهن في التظاهرات، الا ان المرأة العراقية اكدت قدرتها على الصمود  امام كل الصعوبات وتمكنت من أثبات دورها وكسرت نمطية المشهد الذي يمتاز بالهيمنة الذكورية والعشائرية.

وقالت " وبهذه المناسبة تهنئ رابطة المرأة العراقية كافة النساء على اختلاف ألوانهن وانتماءاتهن وافكارهن في العراق والعالم ، مؤكدة  على ضرورة وحدة الجهود لخلق شراكة فعالة وقوة ضاغطة ومؤثرة في المجتمع تساهم في حماية المكتسبات في حقوق المرأة وتحقيق المزيد من الفرص في ظل بيئة آمنة ومستقرة خالية من العنف والتمييز.

 هذا و تمت اثناء الامسية قراءة التحايا التي وردت بهذه المناسبة ، مهنئة الرابطيات بالثامن من اذار ، وقد عبرت جميعها باعتزاز عن نضال المرأة العراقية وتضحياتها من اجل حقوق النساء و المساواة  ، وتطرقت الى دورها الانساني ، والثقافي ، المشرف في انتفاضة تشرين ، المستمرة ليومنا هذا وقد اجمعت جميعها على ""  ما تجترحه المرأة العراقية من مآثر بطولية بمشاركتها في إنتفاضة تشرين الباسلة حيث مثلما ترفع صوتها الى جانب حقوق شعبنا وتطالب بقوة بإسترداد وطننا الغالي تساهم في أسعاف جرحى الأنتفاضة وتقف بشجاعة فائقة امام هجمات شرسة تتعرض لها  الأنتفاضة . و لابد من ان نؤشر مساهماتها  الإبداعية في سوح الانتفاضة حيث رسمت اللوحات على الجدران وتغنت الشاعرات بقصائد ثورية وساهمت في تمثيل مسرحيات في الهواء الطلق وغيرها من نشاطات حياتية يومية " والتحايا التي وردت كانت من (( المنتدى العراقي في بريطانيا ورابطة الاكادميين العراقيين في المملكة المتحدة ، شغيلة المقهى الثقافي العراقي في لندن ، ورابطة الانصار البيشمركة مع باقة ورد  ، منظمة الحزب الشيوعي العراقي والتي ارفقت بباقة ورد واخيرا التيار الديمقرطي في المملكة المتحدة ))

اما الجانب الثقافي والفني ، فقد شمل عرض افلام قصيرة ، تروي جانبا من مسيرة النضال من اجل حقوق المرأة العراقية من 1910- 1952 ،وفلما اخر يستعرض بعض شعارات رفعتها الشابات العراقيات في انتفاضة تشرين ، وفلما ثالثا عن يوميات المرأة ومشاركاتها في الانتفاضة ، من اعداد المخرج المبدع علي رفيق . اما الاعلامية سعاد الجزائري ، فقد ساهمت بمحاضرة قصيرة تحت عنوان ((صوت المرأة ثورة .. شهادات نسائية من انتفاضة تشرين " ))  تطرقت فيها الى مشاركتها الشخصية في تظاهرات تشرين وبالذات في الخامس و العشرين منه ، وعكست مشهداتها الحية فيها ، وبينت مدى التطور الثقافي و الاجتماعي للمتظاهرين وبالذات فئة الشباب ، الذين اثبتوا للعالم انهم صناع التغيير الحقيقي . وبعد انتهاء محاضرتها عرض فلم قصير عن دور المنتفضات وما تقوم به النسوة ، من خلال بعض المقابلات التي وثقتها اثناء تواجدها في ساحات التظاهر في بغداد

وكان للموسيقى حضور واضح في الامسية من خلال مشاركة الفنانة نوال خان والتي ساهمت بعملها الفني "سلاحك علم " كلمات الشاعر قيس الجراح وتلحين الفنان حازم فارس . و بعض الاغاني الفولكلورية العراقية بمشاركة الفنان يوسف وقد ساهم بعزف مقطوعتين على البيانو الاولى لرائد جورج "سميراميس" والثاني موسيقى اغنية مالي صحت يمه أحى جاوين اهلنه.

كما ساهم  الفنانان نورا ومازن عماد بتقديم بعض الاغاني الفلكلورية العراقية

 وتثمينا لمبادرة المشاركين و دعمهم للرابطة في الامسية ، قدمت الرابطة باقات ورود لكل المشاركين في الحفل

وختمت الامسية بتقديم الشكر و الامتنان لمجيع من حضروا ، وكذلك للاخ سمير طبلة لنقله المباشر للامسية .