طريق الشعب

لم يتوقف المواطنون عن احتجاجاتهم السلمية التي واجهت كل أساليب القمع الوحشية الساعية إلى إسكات الصوت المطالب بالحقوق المشروعة.

وتعد الاعتقالات التي تطال المتظاهرين السلميين، من أبرز أساليب القمع الحكومية المستمرة منذ اندلاع الشرارة الأولى لانتفاضة تشرين.

ويشكك العراقيون بالأرقام والإحصائيات التي تعلنها السلطات الحكومية حول عدد المعتقلين من المتظاهرين، في حين تتسرب معلومات وتنتشر تقارير لجهات حقوقية محلية، تفيد بوصول أعداد المعتقلين الذين لا يزالون يقبعون داخل السجون، إلى الآلاف.

ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الأيام الفائتة، وسم "الحرية للمعتقلين"، تنديدًا بحملات الاعتقال المستمرة للمتظاهرين في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب.

ونشرت المغردة "فاطمة" على موقع "تويتر"، تغريدة تحت الوسم المشار إليه، استذكرت فيها شهداء الانتفاضة وواست عائلاتهم بكلمات تعزية، فيما طالبت السلطات بإطلاق سراح المنتفضين المعتقلين.

وشاطر المغرد "أحمد الكندي" فاطمة في محتوى تغريدته، متمنيا في الوقت نفسه "أن تقر عيوننا بوطن خال من الأحزاب الفاسدة".

فيما عبر المغرد "أحمد"، في تغريدته، عن استغرابه إصرار الحكومة على عدم وضع حل لمعاناة الشعب العراقي التي مضت عليها سنوات طويلة، وقال باللهجة الشعبية الدارجة: "الشعب صار له ١٧ سنة ينادي بوطن فيه امن وامان وحياة كريمة واطمئنان.. فلماذا لا تُقضى حوائجه!؟".

واكتفى المغرد "حميد" بكتابة "الحرية للمعتقلين"، والتعبير بكلمات قليلة عن إصراره وبقية الشباب العراقي الحر، على مواصلة الحراك السلمي.

من جانبها سلطت المغردة “سحر” الضوء على ممارسات التعذيب الوحشي التي لحقت بالعديد من المعتقلين من شباب الانتفاضة، مستنكرة هذه الأفعال التي تذكّر بالنظام الدكتاتوري المباد. فيما وبخّت البعض من معادي التظاهرات، ممن لديهم مصالح تربطهم مع القوى الفاسدة في السلطة، وغردت بهذا الصدد قائلة، بلهجة شعبية: "تعرف ليش شباب مثل الورد ديتعذبون يومية بالسجون، لأن يردون وطن يعيشون بي بكرامة! هذوله الشباب طلعوا علمود يصلحون وطنك انت اللي نايم بالبيت!".

وجاء وسم “الحرية للمعتقلين” في ظل تشكيك بالأرقام الرسمية المعلنة لأعداد المختطفين والمعتقلين منذ بدء التظاهرات. إذ أعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، قبل نحو أسبوعين، أن عدد المختطفين بلغ 79 شخصا، بينهم 4 فتيات، وقد أطلق سراح 22 منهم، بينهم فتاة واحدة. في حين زاد عدد المعتقلين على 2800 شخص، وأطلق سراح أغلبهم باستثناء 38.

واعتبر الناشط غانم العبودي أن تلك الأعداد “لا تتطابق مع الواقع”، موضحا في حديث صحفي، أنه “ليست لدينا إحصائيات، لكن تواصلنا مع ذوي المعتقلين والمختطفين يؤكد أن الأعداد أكبر بكثير من الأرقام المعلنة".

واضاف العبودي قائلاً: "أطلقنا الحملة الإلكترونية (الحرية للمعتقلين) للضغط على الجهات المسؤولة في سبيل إطلاق سراح المعتقلين والكشف عن مصير المختطفين”.