كربلاء – وكالات
كشف مقربون من الناشط المُختفي في محافظة كربلاء، سامح باسم، أول أمس الأحد، حصيلة ما توصلوا له بعد ساعات من انقطاع الاتصال بقريبهم. فيما ذكروا أن حسابه على تطبيق التواصل "ماسنجر" فعال، لكنه لا يجيب على الرسائل.
وقال ناشطون في حديث صحفي، إن “سامح هو أحد المتظاهرين غير المنتمين إلى جهة أو تيار سياسي، وانه يحظى بمتابعة واسعة في مدينته من قبل الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي. كما إنه معروف بجرأته السياسية في الانتقاد والسخرية”.
ووفقاً للمقربين منه، فإن سامح المولود عام 1993، والطالب في أحد الأقسام الطبية بجامعة الزهراوي في كربلاء، مواظب على حضور الاحتجاجات منذ اليوم الأول، مشيرين إلى انه كان يعود من الجامعة التي أضرب عن الدوام فيها واكتفى بأداء الامتحانات، ليباشر حضوره ومبيته في الساحة بين يوم وآخر.
أحد أصدقاء سامح، أكد أن “آخر اتصال لسامح كان قد جرى مع احد زملائه المرابطين في ساحة التربية مقر الاحتجاج الرئيس في كربلاء، حيث أكد في اتصاله أنه في طريقه إلى الساحة”.
فيما ذكر صديق آخر، أنه اتصل بسامح قبل اختفائه، وعرف منه انه في طريقه إلى الساحة، موضحا أن ذلك يعني انه اختطف اثناء قدومه.
من جانب ذي صلة، قال أحد زملاء الناشط المختفي، أن اتصالاً جرى بين زملاء سامح وإحدى المحاميات المهتمات في الدفاع عن المتظاهرين، فأكدت أن سامح مُعتقل لدى جهة أمنية، مشيرا إلى ان المحامية نقلت عن ضابط أمني قوله: "لا داع للقلق.. الشباب فتحوا هاتفه".
وعن حملات الاختطاف في كربلاء، لفت ناشطون إلى أنهم لم يعودوا يميزون بين الاختطاف او الاخفاء القسري او الاعتقالات الحكومية "وذلك لأن التقاط الشبان يتم دون مذكرات قضائية وبأساليب غير قانونية. كأن يكمن عناصر بالزي المدني في شوارع فارغة بالقرب من ساحة التربية، ويقومون باعتقال الشبان احياناً باستخدام ستوتات أو عربات تك تك" – على حد قولهم.
الناشطون نقلوا عن المحامية قولها أن “تهماً يجري تحضيرها لسامح، من بينها حرق دوائر وقطع طرق”. فيما سخر زملاء الناشط في ردهم على تلك الانباء بالقول إنه “كان من أكثر المتظاهرين تطرفاً في السلمية”.
ويفسر ناشط بارز في الحراك المدني في كربلاء، تصاعد حالات الاختطاف والاعتقال بالقول: “يريدون إشاعة اجواء الرعب في الساحة، ودفع الناس إلى الانزواء، لا ينفذون الاعتقالات عن طريق اوامر قبض، بل بطرق تتعمد إشاعة الذعر والغموض، صحيح أن هذه السلوكيات قد تؤدي غرضها، لكن الشبان بدأوا باتخاذ اجراءات خاصة، كأن لا يسيرون منفردين، بل عبر جماعات، ولا يسلكون الطرق الفرعية التي يكمن فيها الملثمون”.
ويضيف أن “هذا التصاعد جرى بالتزامن مع الدعوة لتظاهرات 25 شباط، يريدون عرقلتها، وسامح كان من أشد الداعين لهذه التظاهرة، كما أننا لاحظنا أن الاستهداف في الفترة الماضية اصبح يركز على الشبان البارزين والسلميين والمواظبين على الحضور والترويج لاستمرار التظاهر”.