علي العبودي
افتتح اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة النجف، مساء الجمعة الماضية، موسمه الثقافي الجديد بندوة حول "أدب الاحتجاج في النجف"، شارك فيها عدد من الباحثين.
الندوة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بمركز المحافظة، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين والعديد من أساتذة جامعة الكوفة.
وبعد وقوف الحاضرين دقيقة صمت في ذكرى شهداء العراق، استهلت الندوة بكلمة ألقاها مديرها د. عبد الرضا علي، وتطرق فيها إلى موقف المثقف من الأحداث الجارية في البلد، مشددا على أهمية أن تكون لدى المثقفين مسؤولية أخلاقية وفكرية ووطنية تجاه تلك الأحداث، وأن يكونوا جزءا من الواقع لا على الهامش، وأن يقودوا بوصلة الاحتجاج السلمي ومطالبه الحقة المشروعة، عبر أدوات حضارية سلمية.
بعد ذلك ألقى رئيس الاتحاد الروائي محمود جاسم عثمان، كلمة قال فيها أن "الاتحاد حريص على مواصلة اقامة فعالياته، وأن جميع جلساته ستكون ضمن حيز الأدب وما يدور حوله دون ان نترك هموم مجتمعنا، خاصة اننا نعيش في اجواء استثنائية وحرجة للمطالبة بحقوق المواطنين وتنفيذ مطالبهم بإنهاء حكومة الفاسدين".
بعدها انطلقت أعمال الندوة بالإشارة الى حاجة المجتمع العراقي للاحتجاج بعد أن طغى الفساد في كل مفاصل الحكومة، وأن ما يبلور الاحتجاج كحاجة كبيرة للمجتمع هو مشاركة الأديب فيه بأدواته الإبداعية.
وكان أول المساهمين في الندوة، د. حسن الحكيم، الذي قرأ ملخصا لبحث له يتناول فيه شخصيات ثقافية نجفية عدة شاركت في الاحتجاجات التي شهدها العراق خلال العقود الماضية، ورفضت الحكومات الفاسدة.
وأضاف قائلا أن من بين تلك الشخصيات محمد حسين النائيني ومحمد حسين كاشف الغطاء، موضحا أن هذين الشخصين، وإلى جانبيهما العديد من الشخصيات الثقافية، ساهما في الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح والرافضة للاحتلال الأجنبي والفساد.
وألقى د. الحكيم الضوء على بعض المواقف الوطنية التي تتجلى في أدبيات تلك الشخصيات، موضحا أن الثقافة تشكل قوة للاحتجاج.
وساهم في الندوة أيضا د. باقر الكرباسي، مقدما ورقة بحثية حول التصعيد الاحتجاجي الأخير في النجف وبقية المحافظات المنتفضة، مبينا أن هذا التصعيد يعد سبيلا لتنبيه الحكومات الفاسدة إلى التنحي عن كراسيها.
وعرّج د. الكرباسي في ورقته، على دور الشاعر الجواهري الكبير في الحراك الاحتجاجي الذي شهده العراق أبان العقود الماضية.
وقال أن الاحتجاج جلي الوضوح في كتابات الجواهري، ومواقفه الاحتجاجية بيّنة في أشعاره، مشيرا إلى أن "الجواهري سجل موقفه الاحتجاجي شعرا وملأ الساحات بقصائده الاحتجاجية المحرضة على الثورة ضد الظلم والطغيان".
وتابع د. الكرباسي مشيرا إلى أنه "في حقبة الأربعينيات بدأت المرحلة الثورية عند الجواهري. فكتب اشهر قصائده السياسية والوطنية، حتى ذاع صيته في العراق والوطن العربي، وعدّ الشاعر السياسي الأول من دون منازع".
وكانت للشاعر جعفر الشرقي ورقة بحثية في الندوة، تناول فيها مواقف عدد من شعراء النجف في الحراك الاحتجاجي الذي شهده العراق منذ تأسيسه، مبينا أن "كل القصائد التي ألقاها الشاعران الجواهري وعلي الشرقي، لها تأثير إيجابي في توعية المجتمع النجفي، والمجتمع العراقي ككل".
واختتمت الأوراق البحثية بورقة للباحث محمد علي الملحة، ركز فيها على القصائد التي كتبها شعراء النجف ضمن سياق الأدب الاحتجاجي، ومدى أهميتها ودورها الإيجابي في فضح فساد الحكومات.

عرض مقالات: