وكالات، طريق الشعب
استطاع طلبة المدارس والجامعات في العراق، تقليص مدى تأثير الإضراب الذي عمّ محافظات البلاد المنتفضة، على مستوياتهم العلمية، وذلك من خلال الاعتماد على المذاكرة البيتية والدروس الخصوصية استعدادا لأداء الامتحانات.
واختلفت الوسائل التي اعتمدها الطلبة في مذاكراتهم من طالب إلى آخر، بحسب الظروف المحيطة بهم، وبناء على قدراتهم الشخصية.
ووفقاً لـ عبد الله أحمد، وهو طالب في الصف السادس الإعدادي في إحدى مدارس بغداد، فإنه "مع وجود الإضراب العام في المدارس، وضع لنفسه جدولاً زمنياً لقراءة المواد الدراسية ومذاكرتها والاستعداد للامتحانات"، مبيناً أنّه "استعان بطلبة العام السابق الذين تخرجوا في الدراسة الثانوية، وحصل على كراساتهم، ووضع في ضوئها خطة للدراسة". وأضاف قائلاً: "استطعت أن أقرأ يومياً وفقاً للمنهج والخطة، وقد استعنت بمدرسين ينشرون محاضرات مجانية على موقع (يوتيوب)، لفهم بعض المواد الصعبة، كذلك أرشدني بعض أساتذة مدرستنا إلى بعض التفاصيل المهمة"، مؤكدا: "أحب الاعتماد على نفسي. لدي ثقة بتحقيق النجاح، وقد ساعدني والدي ووالدتي في إجراء امتحانات، وحصلت على درجات جيدة".
فيما قال الطالب محمد الكعبي، وهو من أبناء محافظة ذي قار: "شكلنا مجموعة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، تضمّ عدداً كبيراً من الطلبة، بعضهم يتلقى دروسا من قبل مدرسين خصوصيين، والبعض الآخر يحضر المحاضرات التي ينظمها بعض المدرسين بالمجان في خيمات الاعتصام".
وتابع قائلا أن "المجموعة تتعاون في ما بينها، وكل طالب يرسل تسجيلات صوتية للدروس التي يحصل عليها، فضلاً عن بعض الملخصات والتوضيحات المهمة التي يمدنا بها بعض المدرسين"، مبيناً أن "المجموعة باتت كمدرسة صغيرة تجد فيها طوال اليوم دروساً وكتابات وتوضيحات مهمة، استطعنا من خلالها أن نتجاوز مرحلة عدم وجود المدارس، ودرسنا المواد الخاصة بمنهجنا جيداً".
ويؤكد مدرسون أن الإضراب حفّز لدى الطلبة روح التحدي والإصرار على النجاح، وأنهم بالاعتماد على النفس استطاعوا التغلب على صعوبات الدراسة، خلال العام الجاري.
وقال الأستاذ حاتم كريم، وهو مدرس في إحدى مدارس محافظة كربلاء: "لاحظنا اهتماماً كبيراً لدى الطلبة وذويهم بمتابعة الدراسة في بيوتهم"، مبيناً أنّ "الطلبة استطاعوا بالاعتماد على القدرات الخاصة أن يعوضوا ما فاتهم من دروس".
وأشار إلى أن "تعزيز الثقة بالنفس لدى الطالب خطوة مهمة في بناء شخصيته، وتحسين مستواه العلمي، وهذا الشيء قد تحقق بنسبة كبيرة لدى الطلبة الذين اعتمدوا على أنفسهم بالمذاكرة"، مؤكداً أنّه "من خلال متابعتنا للطلبة، لمسنا أنهم مستعدون جيداً لخوض الامتحانات".
وسجلت ساحات الاعتصام في بغداد والبصرة والناصرية والسماوة والكوت وكربلاء، تنظيم حلقات دروس خصوصية مجانية لطلبة السادس الإعدادي والثالث المتوسط والسادس الابتدائي، وهي المراحل النهائية الثلاث المعروفة بـ"البكالوريا".