طريق الشعب

مع دخول التظاهرات العراقية شهرها الخامس (أمس السبت)، عاود المنتفضون تأكيد مطالبهم التي يواصلون رفعها منذ اليوم الأول.

وخلال اليومين الماضيين، بدت الأمم المتحدة أكثر حراكاً في المدن المنتفضة، عبر بعثتها التي أجرت لقاءات عدة مع ممثلين عن الانتفاضة السلمية، مقدّمة لهم طمأنة بمنع أي اقتحام وشيك لميادينهم أو القضاء على الانتفاضة بالقوة.

وصعّدت بعثة الأمم المتحدة في العراق، من حراكها في بغداد ومدن الجنوب. فبعد ساعات قليلة من إعلان وزارة الخارجية العراقية تلقي وزيرها محمد الحكيم اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بحث خلاله "التطورات الأخيرة في العراق"، وأن غوتيريس أعرب عن استعداد الأمم المتحدة لتقديم الدعم اللازم للعراق على كل الصُعد لضمان وحدتهِ واستقراره، أجرت المبعوثة الخاصة بالأمم المتحدة إلى العراق جينين بلاسخارت، لقاء مع ممثلين عن التظاهرات في الجنوب.

وترأس وفد متظاهري الجنوب الناشط علاء الركابي، الذي قال في بيان له إنه تم تسليم الأمم المتحدة مطالب الثورة السلمية وإفادتها بتفاصيل عن الجرائم التي تعرض لها المنتفضون، مشيرا إلى أن المطالب الرئيسة التي قدموها، هي: إحالة المسؤولين الحكوميين عن أعمال العنف والقمع والقتل إلى المحاكم الدولية، لانتهاكهم المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، والضغط على الحكومة العراقية للإسراع في تنفيذ مطالب المتظاهرين المشروعة مع الالتزام بالمدد الدستورية، فضلا عن تدخّل المنظمة الدولية لإيجاد حل لتخفيف التوتر وترسيخ السلم الأهلي والاستقرار في عموم العراق.

إلى ذلك قال الناشط أحمد محيي، من بغداد، إنهم تلقوا طمأنة من الأمم المتحدة بأنها ستمنع أي اقتحام وشيك للساحات أو القضاء على التظاهرات بالقوة، مضيفا في حديث صحفي، أن "الأمم المتحدة تلقت تأكيدات من الحكومة تستجيب لضغوطها، بأنها لن تقتحم الساحات أو تحاول فض الاعتصامات عسكرياً وهذا مهم، لكن الخوف من تعهدات الحكومة للأمم المتحدة مشروع، كون هناك سوابق مماثلة لم تحترم الحكومة فيها تعهداتها".

ولفت محيي إلى أن الحكومة أبلغت الأمم المتحدة بأنها عاجزة عن إيقاف عمليات خطف الناشطين، مضيفاً: "هذا تنصّل واضح من المسؤولية، وماذا عن قنابل الدخان والرصاص الحي الذي فتك حتى الآن بأكثر من 600 متظاهر وأصاب أكثر من 25 ألف آخرين!؟".