غالي العطواني
اقام منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، السبت الماضي، حفل استذكار لشاعر الشعب الراحل عريان السيد خلف، في مناسبة مرور عام على رحيله.
الحفل الذي احتضنته قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، ساهم فيه العديد من الشعراء والنقاد، وحضره جهور واسع من محبي الفقيد.
الشاعر والإعلامي عدنان الفضلي، أدار الحفل واستهله داعيا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت حداداً على شهداء انتفاضة تشرين، وشاعر الشعب.
ثم أعرب عن شكره لإدارة منتدى "بيتنا الثقافي"، على استذكارها الفقيد وفاء له، وهو الذي كان من رواد المنتدى.
بعد ذلك اعتلى المنصة الشاعر الكبير ناظم السماوي، مستذكرا صديقه الراحل السيد خلف، ومحطات في علاقتهما التي امتدت إلى أكثر من نصف قرن، مؤكدا انه خلال هذه المدة الطويلة لم يحدث أي خلاف بينهما.
وأضاف قائلا أن "عريان صديق صدوق، يمتلك وفاء قل نظيره"، موضحا أن "الحديث عن عريان يتطلب التطرق إلى جوانب عدة من شخصيته. فهو إنسان وشاعر ومناضل في سبيل تحقيق السعادة للوطن والشعب".
ثم قرأ قصيدة له، كتبها في ذكرى رحيل شاعر الشعب.
الناقد د. علي حداد، ساهم في الحفل متحدثا عن الشعر الشعبي في العراق، وعن أسلوب الراحل الشعري، مشيرا إلى انه يتمتع بشاعرية كبيرة.
ورأى د. حداد، أن العراق هو البلد الوحيد الذي لا يولي اهتماما بالأدب الشعبي، لافتا إلى انه "لو كان هناك اهتمام بالأدب الشعبي، لتوفرت دراسات نقدية خاصة بمدرسة عريان السيد خلف الشعرية".
واضاف قائلا أن "التجديد في شعر السياب رافقه تجديد في مدرسة مظفر النواب في الشعر الشعبي، وأن عريانا من مدرسة النواب في التجديد، لكنه حافظ على خصوصية شعرية واعية وعلمية".
وتابع د. حداد قائلا أن "الراحل ريفي جنوبي، غادر الريف وتوجه إلى المدينة، لكنه حافظ على مفردات الريف وظل وفيا لفضاء بيئته الريفية"، مبينا أن "شعره يحمل نزعات رومانسية ثورية ودرامية".
وقرأ الشاعر والناقد ريسان الخزعلي ورقة استذكر فيها الراحل، وقال "انه الموت، وكأنه ولادة مستديمة. لكن الموت الذي لا يشيخ قد خطف شاعرا ومناضلا وانسانا له على كل لسان قصيدة واغنية.. خطفه جسدا، غير انه لم يستطع ان يخطف هذا الحضور البهي والكبير من ذاكرة العراقيين الشعرية"، مضيفا قوله ان "حضور الشاعر عريان سيستمر طويلا، لأنه اورثنا ما يشعل الورق ويلهب الاكف بالتصفيق".
واستذكر الشاعر كامل العتابي الفقيد، ووصفه بأنه "نهر ثقافي امتد على خارطة الوطن، وكان أمينا لمجراه"، مضيفا أن "الراحل لن يموت في قلوب محبيه.. صدقا انه شاعر الشعب".
وساهمت الفنانة التشكيلية بشرى سميسم في الحفل، وقالت في كلمة لها: "وها انت يا عريان تنسل من بين القصائد والآهات والمواويل لتجلس في رف الذكرى، وأي ذكرى؟ انها ذكرى لكل شيء اصيل وحقيقي.. ذكرى الطائر الغريد الصادح بنشيد الامل والمحبة".
وقبيل ختام الحفل قرأ الشاعر سفاح عبد الكريم، قصيدة شعبية في ذكرى رحيل شاعر الشعب عريان السيد خلف.