بغداد – طريق الشعب
استضافت خيمة "ثوار التحرير" في ساحة التحرير مساء الاحد الماضي الكاتب رشيد غويلب للحديث عن موضوعة "انتفاضة تشرين والهوية الوطنية العراقية"، بحضور حشد من المنتفضين والمتابعين، وإدارة الحقوقي محمد حسن السلامي.
وقد حيّا غويلب المنتفضين ممجدا الشهداء ومتمنيا الشفاء العاجل للمصابين. وقدم رؤيته لطبيعة التفاعلات في ساحات الانتفاضة باعتبارها فضاءات للحوارات الديمقراطية والتعددية وتنوع القراءات على طريق تعميق محتوى الانتفاضة ودعمها، وصولا الى تحقيق أهدافها المشروعة.
وقدم الضيف عرضا مختصرا لنشوء الدولة العراقية الحديثة، وكيف ان الهوية الوطنية ترسخت بفعل طبيعة القوى الوطنية ومسارات نضالها ضد الاستعمار البريطاني، وانتفاضات شعبنا في العقود الأولى من تأسيس الدولة العراقية، حتى انتصار ثورة 14 تموز 1958. وأوضح ان المحاولات الأولى لتفتيت الهوية الوطنية انطلقت مع نجاح انقلاب 8 شباط الأسود 1963، واستمر الخط البياني للحضور الطائفي في التصاعد، حتى بلغ ذروته في قمع انتفاضة اذار 1991 المجيدة. وقال ان نظام المحاصصة الطائفية المعشق مع مافيات الفساد تبنى هذا الموروث السيئ، وجعله عرفا لإدارة البلاد طيلة سنوات ما بعد سقوط الدكتاتورية في نيسان 2003.
وبين المحاضر ان انتفاضة تشرين المستمرة جاءت تتويجا لجميع التظاهرات والاحتجاجات في السنوات الأخيرة ومثلت انفجارا اجتماعيا تقدم على السياسي والثقافي في البلاد. واستطاعت الشبيبة المنتفضة ان تعيد للوطنية العراقية عافيتها، وعبرت عنها بالشعارات والممارسة وبالتنوع الذي عكسته المشاركة فيها.
واكد غويلب ضرورة تنشيط التنسيق بين قوى معسكر التغيير: المنتفضين والنقابات والاتحادات المهنية، والشخصيات الوطنية والديمقراطية والقوى السياسية صاحبة المصلحة في انتصار الانتفاضة.
بعدها قدم عدد من الحضور مداخلات واسئلة تناولت العديد من القضايا المتعلقة بالانتفاضة ومجرياتها الأخيرة. وتمت الإجابة على الأسئلة المطروحة.