طريق الشعب
للنساء والفتيات دور بارز في التظاهرات العراقية المستمرة منذ تشرين الأول الماضي، فإلى جانب ترديد مطالب المحتجين والإصرار عليها، يقمن بمساعدة المتظاهرين الذين يقيمون في ساحات الاحتجاج منذ قرابة شهر، ويلاحظ وجود النساء المسنات في أغلب الخيم وهن يحفزن الشباب على الاستمرار في التظاهرات، كما يؤدين مهمات الأمهات تجاه أولادهن، وتعكف أخريات على غسل ملابس المتظاهرين أو إحضار الطعام لهم، وأصبح وجودهن دافعاً للشباب إلى البقاء، كما جاء في تقرير لشبكة "روداو" الاخبارية.
وقالت المتظاهرة، أم محمد: "أنا هنا منذ 12 يوماً لمدة 24 ساعة في اليوم وأبيت الليل هنا، وأنا قادمة من الصويرة"، مضيفةً: انه "نعد "المخلمة" وخبز السياح والرز والشوربة للمتظاهرين كما نقدم لهم الفواكه والعصائر، ونبقى مستيقظين حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل لتزويد المتظاهرين القادمين من المطعم التركي بالبطانيات".
أم محمد وأم حمزة وكل اللاتي يجلسن في خيام ساحة التحرير يلبسن السواد، ولديهن قصص حزينة تركت جروحاً عميقة فيهن، قصص عن أطفالهن الذين قتلوا وآخرين اختطفوا، ومنهن من قتل زوجها جراء "الطائفية" ومنهن من لا يملكن ما قد يلبي حاجاتهن اليومية البسيطة.
هؤلاء النسوة الى جانب الكثير من الرجال معتصمون في ساحة التحرير في العاصمة بغداد، "لرفض الطائفية التي زرعتها القوى السياسية العراقية في السنوات التي تلت سقوط نظام البعث"، كما يقولون.
أم عباس وأم نظام تعدان خبز السياح للمتظاهرين، المصنوع من الدقيق والأرز. وتقول أم عباس: انه "نشتري قناني غاز الطهي، ونجلب كل المواد اللازمة مثل أكياس الطحين التي يبلغ سعر الواحد منها 25 ألفا إلى 30 ألف دينار، إلى جانب الكؤوس والشاي والملح وحتى الماء". كلاً قدر استطاعته يساعد الآخر، منهم من يعد الغداء ومنهم من يعد الشاي والقهوة ويوزع التمر.
وانطلقت التظاهرات منذ مطلع تشرين الأول الماضي، ورغم محاولات القوات الأمنية لإنهائها، لكن ساحة التحرير أصبحت مكان إقامة الآلاف من المعتصمين وقد نصبت أكثر من 500 خيمة في الساحة، "أملاً في غد أفضل".