كمال يلدو
لطالما تمنيت أن امتلك حماسته وعطاءه وهو يقوم بما لم يقم به احدا من قبله ويخطو سريعاً حتى وهو في عقده السابع ، مقدماً بحوثا واعمالا وكتابات ستبقى تخلد ذكراه لعقود طويلة كاملة، مقتفيا اثر والده المرحوم روفائيل بطي بذلك، لابل ومتقدماً عليه بأشواط عديدة .
كثيريون عرفوا الراحل د.فائق بطي، منهم من اتفق معه ومنهم من اختلف، لكني على يقين بأن احداً لن يخطئ ابداً في هوية هذا الانسان الوطنية الصادقة والصافية، فقد عاش زاهدا وترفع عن الكثير من ملذات الحياة، واختار أصعبها على الانسان، وتحمل لأجل مبادئه ودفع الثمن غاليا في الغربة وعذاباتها ونتائجها ، فقد كان هذا اختياره الحر، وعانقه حتى الرمق الاخير من عمره. كانت حياته عبارة عن رحلة لانسان صوفي يبحث عن السعادة والخلود والفرح بين الاوراق والكتابات والجرائد، وكان له ما اراد، فقد عاش السعادة والفرح وسيكتب لأعماله الخلود. كان واعياً لما كان يقوم به، ويستحق بجدارة احترام وتقدير كل البحاثة والحريصين على الهوية الوطنية وتأريخ العراق السياسي الحديث.
ومع إن الحياة قد تقسوا علينا وتضعنا في تقاطعات خارجة عن ارادتنا الانسانية، لكن عشمي بالبوصلة الوطنية التي لم تخطئ في الاشارة اليه وتحديد مسارها نحوه ، وكان الانحياز أخيرا لفكرة الوطن والمبادئ السامية .
رحل الانسان الطيب، وسيترك اثراً وحزنا عندي، وعند ابني البكر ( د.عُمر يلدو) حيثُ كان يتطلع لحضور جدهُ فائق بطي حفل تخرجه من الكلية الطبية في حزيران القادم (٢٠١٦)، وهو حفيده الوحيد.
مواساتي لعائلة الاستاذ الراحل د.فائق بطي
مواساتي لرفاقه ورفيقاته الذين عاصروه وأحبهم وأحبوه
باق انت بيننا ابا رافد الطيب