بغداد – غالي العطواني

احتفى نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أخيرا، بالقاص أنمار رحمة الله ومنجزه الإبداعي في جلسة ساهم فيها عدد من النقاد.

حضر الجلسة التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، الأمين العام للاتحاد القاص والروائي حنون مجيد، وجمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن السردي. وقد أدارت الجلسة الأديبة أشواق النعيمي، التي دعت الحاضرين في البداية إلى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى أمين عام الاتحاد السابق، الشاعر والإعلامي الراحل إبراهيم الخياط، وشهداء التظاهرات الاحتجاجية الأخيرة.

 

وقدمت مديرة الجلسة نبذة عن سيرة المحتفى به، وذكرت أن القاص الكبير محمد خضير قال عنه انه "يمثل اتجاها فنتازيا قلما طرقته نصوصنا السردية"، مضيفة أن القاص والروائي أحمد خلف يرى في "السرد المتفرد" للمحتفى به "تذكيرا بالبدايات الناصعة لسادة السرد القصصي في العراق".

وتابعت معرّفة باهتمامات أنمار رحمة الله الفنية التي تضاف إلى اهتمامه الأدبي، مثل الموسيقى والسينما والمسرح، مبينة أنه حاصل على شهادة البكالوريوس في التربية الفنية، وانه نال العديد من الجوائز في مجال كتابة القصة القصيرة جدا.

ولفتت النعيمي إلى أن بعض قصص المحتفى به تحول إلى أفلام شاركت في العديد من المهرجانات السينمائية العربية والعالمية، وحازت على جوائز، ذاكرة من بين تلك الأفلام فيلم "ضوء" الذي قطف جائزة مجلة "عيون"، وفيلم "دي ان أي" الذي عرض في مهرجان النهج السينمائي، فضلا عن فيلم "بائع القلق" الذي لا يزال قيد الإنتاج.

ثم تطرقت إلى إصدارات أنمار رحمة الله من المجموعات القصصية، مثل "عودة الكومينداتور" 2012، "واسألهم عن القرية" 2016، "بائع القلق" 2018 بالاضافة إلى "خياط الأرواح" التي لا تزال تحت الطباعة.

بعد ذلك قدم النقاد مساهماتهم النقدية عن منجز المحتفى به، وقد كان أولهم الناقد علي الفواز، الذي قدم ورقة ذكر فيها أن تجربة أنمار رحمة الله مميزة جدا، وتحمل الكثير من القراءات "كونه متواصلا مع تراث القصة القصيرة جدا، التي بدأت على يد الرواد الأوائل في مرحلة الستينيات".

وأضاف الفواز في ورقته، أن المحتفى به "أعادنا إلى الواقعية النقدية من خلال ما كتبه من قصص تمتاز بالروح النقدية في فضاء قصصي، يعلن من خلاله عن تمرده بشكل واقعي في مسحة تجريبية تحمل مهارات دقيقة في صناعة اللقطة، وقريبة جدا من السيناريو الذي يسخر من القلق الواعي، والذي يحمل سخرية من الشخصيات الانتهازية".

وكانت للناقد علوان السلمان ورقة نقدية قال فيها أن المحتفى به يحمل نصوصه السردية القصيرة جدا، بالفكرة والحدث وبتسجيل اللحظة الوامضة والشخصية والعقدة الدرامية، مبينا أن تلك النصوص "تتميز بالتكثيف الدلالي وبإثارة التأويلات، مع ضربة أسلوبية إدهاشية تحكم استراتيجية النص، التي يسعى القاص إلى إبرازها بوعي". 

الناقد حمدي العطار، قدم مداخلة نقدية من جانبه ذكر فيها انه يجد في مجموعات أنمار رحمة الله القصصية "جمالية  القصة القصيرة جدا في الظاهرة العجائبية في واقع الإنسان"، مضيفا أن المحتفى به يشد انتباه المتلقي في عناوين مجموعاته القصصية وعناوين القصص أيضا.

وكانت آخر المداخلات النقدية للناقد يوسف عباس جويعد، الذي أشار إلى أن المحتفى به يمتلك خزينا فكريا ومعرفيا وقدرة على استخدام التقنية النثرية في اللغة، موضحا انه "يقدّم كما كبيرا من المعلومات الوافرة في عملية تدوين النص وفي سرد الأحداث الحياتية الغرائبية والعجائبية بفنتازيا تتملك إيقاعا متناغما ومتماسكا".  

هذا وتخللت الجلسة مداخلات قدمها العديد من الأدباء الحاضرين، وأثنوا فيها على تجربة المحتفى به.

وقرأ الأمين العام للاتحاد القاص والروائي حنون مجيد، في سياق الجلسة، بيانا صادرا عن الاتحاد يشجب ويستنكر استخدام العنف ضد حركة الاحتجاج التي كانت قد بدأت في بغداد في اليوم السابق. ثم قام بتسليم القاص المحتفى به أنمار رحمة الله، لوح الجواهري تقديرا لمنجزه الإبداعي.

عرض مقالات: