ترجمها عن الانجليزية : د . مؤيد عبد الستار
الملاحظات التي نشرها فلاديمير مينورسكي على مقترحات المستشرق ادموندس لكتابة الكردية بالالفباء اللاتينية في مقال تفصيلي ساحاول ايجاز أهم ما جاء فيه من نقاط تبين رأي مينورسكي على اقتراحات ادموندس التي نشرها في مقالين يشير اليهما مينورسكي ويرفق مقاله بجدول اقتراحات ادموندس ويضيف اليها ملاحظاته ، علما ان مينورسكي كما هو معروف مستشرق روسي عمل في ايران لسنوات قنصلا لبلاده وهو على اطلاع كبير باحوال كردستان ومعرفة باللغة الكردية وعمل استاذا للغات الشرقية في جامعة لندن كلية الدراسات الشرقية وكذلك ادموندس الذي عمل قنصلا لبلاده في ايران وكردستان وفي الادارة البريطانية في العراق ومن ثم عمل استاذا ايضا في جامعة لندن كلية الدراسات الشرقية وكلاهما نشرا بحوثا ودراسات قيمة عن كردستان واللغة الكردية الى جانب دراسات مختلفة عن الشرق الاوسط وعلى الاخص ايران والعراق وكردستان . وفيما يلي ما قدمه مينورسكي من ملاحظات .
إن اقتراحات السيد ادموندس حول استخدام الالفباء اللاتينية في الكتابة الكردية تستحق الاهتمام من قبل جميع المعنيين بالكتابة الكردية نظريا وعمليا وبسبب عدم وجود من لديه فرص دراسة الجانب العملي من هذه المسألة اكثر من السيد ادموندس والعدد المحيط به من النخبة الكردية المثقفة .
ان الجانب غير المريح في جميع اللغات السامية هو تجاهلها لحروف العلة ( الحروف الصائته ) ، ليس فقط اصوات حروف العلة القصيرة وانما الطويلة ايضا ، هذه الالفباء وضعت لتكتب بها اللغة ذات الحروف الصامتة وعلى الاخص العربية التي يشكل الجذر الثلاثي للكلمة العمود الفقري لقاموس كلماتها .
إن هذا النظام الصوتي الملائم للعربية لا يلائم اللغات التي طورت نظاما صوتيا تشكل فيه اصوات العلة اساسا وليس زخرفة وانما نظاما يتكامل مع جذر الكلمة .
في الكردية كلمة دار تعني شجرة ، وكلمة دوور تعني بعيد ، ولا علاقة لجذر الكلمة ( حرف الدال د+ حرف الراء ر ) بما يقابله في اللغات السامية من جذور للكلمة ، في الحالة الكردية يكون للصوت ( حرف العلة ) دور فعال في جذر الكلمة عكس اللغات السامية ( كمثال نذكر كلمة قال ، فجذرها في العربية قل ولذلك يتم البحث عنها في القاموس تحت مادة قل .مؤيد )
استخدمت الكتابة العربية - في عهود مختلفة - في مختلف اللغات مثل الالبانية ، التركية ، وفي افريقيا والهند واسبانيا وصربيا ، وتشترك مع اللغات التي طورت نظامها الصوتي من خلال العربية بتأثير الاسلام مثل اللغة الفارسية .
بينما لا نجد هذا النقص في الالفباء الاغريقية العريقة التي انسجمت بشكل جيد مع موضوعها - اللغة - كما ان الالفباء اللاتينية وصلت الى أعلى تقنية متكاملة في شكلها الطباعي وندرة الالتباس من ناحية الشكل الفني الخارجي للحرف والزمن الصوتي للكتابة ووجود مختلف الاشكال لحروف الطباعة .
ومن أجل النجاح في اصلاح الالفباء الكردية من الضروري الاستفادة من الالفباء اللاتينية بشكلها المبسط مع بعض الاضافات للعلامات الممكنة .
في هذا الصدد تبدو جهود السيد ادموندس ناجحة ، ولا تحتاج الالفباء الكردية الى علامات معقدة فكل صوت يجب أن تكون له علامة بسيطة غير مركبة تضبط لفظه ، على سبيل المثال الحرف ش ، والذي يكتب Sh تم استعارة بدلا منه الحرف السلوفاكي Š او الرمز الصوتي Ş المقتبس من اللاتينية .
واستطيع تلخيص قواعد ادموندس بما يلي :
1 - تجنب أية علامة صوتية أو حرف يسبب صعوبة في طباعة اللغة الكردية .
2 - استخدام علامة مزدوجة - مضاعفة - لصوت العلة الطويل ( مثل دوور .مؤيد)
3- استخدام حرف الهاء h بعد بعض الحروف الصامته لتسهيل ربط ونطق تلك الحروف .
4 - كما اضيف ان الالفباء التركية - اللاتينية - قدمت حلولا عملية للاستخدام المحلي مثل معالجة كلمة Gelecek التي تم تغيير املائها الى Gelejek
ومن الحكمة ضرورة استخدام علامات غير شائعة عالميا في هجاء الالفباء العالمية المثبته لغويا .
كما ان اضافة حرف h الى حرفي L و R ليصبحا Lh ليقابل اللام المفخمة - المشددة - بالكردية و Rh ليقابل الراء المفخمة - المشددة - ايضا يعد فكرة جيدة استخدمت في الالفباء الالبانية ايضا .
ونلاحظ استخدام حرف X ليقابل حرف الخاء خ مثلما هو مستخدم في الاسبانية واليونانية والروسية .
وكان هناك اقتراح باستخدام Xh ليقابل حرف الحاء ح . ومن المفيد الاشارة الى ان الكرد - عكس الترك والفرس - يلفظون حرف العين ويظهر في تحوير الكلمة الفارسية ئه سب بمعنى حصان ، يلفظها الكرد - لهجة من اللهجات الكردية . مؤيد - محورة الى عه سب .
إن اقتراح الحروف اللاتينية للكتابة الكردية سيتطور مستقبلا ليلائم الطباعة ، والتي ستحتاج للحروف البسيطة ، على سبيل المثال حروف العلة الطويلة - المضاعفة - مثل aa , ii, uu سيستعاض عنها بعلامات حروف فوقها فتحة وبذلك تختصر من حرفين الى حرف واحد . فالعديد من اللغات الاوربية تستخدم الفتحة فوق حرف العلة للدلالة على صوت حرف العلة الطويل والكردية تتبع ذلك ايضا في الطباعة والخط وستتطور وفق طريقتها الخاصة لتجد الحلول ومعالجة المشاكل الاساسية في الالفباء .
ونرفق جدولا باقتراحات ادموندس ( الحقلان الثاني والثالث في الجدول ) وملاحظات مينورسكي في الحقل الرابع من الجدول.
اما عن سيرة ادموندس فنذكر بايجاز انه سياسي واداري وباحث ولد عام 1889 وتوفي عام 1979 ، درس وتخرج في كامبرج / كلية اللغات الشرقية وعمل قنصلا في ايران ومستشارا لوزارة الداخلية في العراق ابان الادارة البريطانية 1935 - 1945 وعمل وعاش في كردستان اواسط العشرينات ، وعمل في جامعة لندن استاذا للدراسات الشرقية في SOAS
وله دراسات منشورة وكتب قيمة منها : كرد ، ترك وعرب .
* Kurds,Turks and Arab
Politics , Travel and Research in North - Eastern Iraq, 1919-1925
** East and West of Zagros
كما تعاون مع العلامة توفيق وهبي في وضع قاموس كردي - انجليزي عام 1966 .
وتحتفظ جامعة اكسفورد / كلية سانت انطوني بمذكراته وارشيفه. وهو ارشيف مهم عن الشرق الاوسط .
اما مينورسكي فهو غني عن التعريف ، ترجمت دراساته الى اللغة العربية وهو من أصل روسي عمل قنصلا في ايران ومن ثم انتقل الى لندن استاذا محاضرا في جامعة لندن SOAS ايضا .
استطعت الحصول على قسم هام من أرشيفه المنشور في اللغة الانجليزية من معهد الدراسات الشرقية في لينين غراد سابقا - سانت بطرس برج/ روسيا حاليا .
وهذه الترجمة لدراسة منشورة في احدى المجلات التي كان ينشر فيها مينورسكي دراساته وهي بعنوان :
Remarks on the Romanized Kurdish Alphabet .
مع جدول مرفق للملاحظات .