سعيد الروضان
احتفت "جمعية الثقافة للجميع"، أخيرا على قاعتها في منطقة الكرادة الشرقية، بالروائي فريد الطائي، في مناسبة صدور روايته الجديدة الموسومة "الكنزة الزرقاء".
حضرت جلسة الاحتفاء التي أدارها السيد جاسم العلي، وجوه أدبية وثقافية وإعلامية. فيما أسهم عدد من النقاد في تسليط الضوء على المضامين الإنسانية والتقنيات الروائية الفنية في رواية المحتفى به.
في بداية الجلسة طرح مديرها جملة أسئلة على الطائي، أبرزها عن السبب الذي دعاه إلى الانطلاق في مشواره السردي من خلال الرواية وليس القصة. وقد أوضح الأخير أن الرواية كانت موجودة في ذهنه، لكنها لم تجد المناسبة للظهور، واصفا ولادة روايته بـ "الولادة العسيرة".
وأضاف قائلا انه اختار كتابة الرواية كون هذا الجنس الأدبي يوفر له "مساحة زمكانية" ويتيح له اضافة كم كبير من الشخوص، الأمر الذي لا يمكن للقصة القصيرة أن تستوعبه أو تحيط به.
وتطرق المحتفى به، خلال إجابته عن أسئلة مدير الجلسة، إلى بعض وقائع روايته الجديدة، مشيرا إلى أن شخصية "مصطفى" في الرواية، بأبعادها الثقافية والفلسفية الراكزة، تمثل الشهيد كامل شياع، الذي كان زميلا له خلال مرحلة الدراسة الإعدادية، في المدرسة النظامية المسائية بمدينة الكاظمية.
بعد ذلك توافد بعض النقاد الحاضرين على المنصة ليقدموا ملاحظات نقدية عن رواية الطائي الجديدة. وقد كان أولهم إسماعيل إبراهيم عبد، الذي قرأ ورقة بعنوان "الكنزة الزرقاء.. روي بصري ومصائر مفتوحة"، أكد فيها علاقة المحتفى به بمفردات الثقافة عموماً والفلسفة خصوصاً، فضلا عن علاقته بمفردات المسرح والفن التشكيلي التي تمثل عناصر ساندة للفن الروائي.
وتابع متحدثا عن الاتجاهات المتعددة في رواية "الكنزة الزرقاء"، مثل الوعي النفسي، الوعي الحاد بالطبقية، الوعي العدمي المنتظم، الوعي بكلية الجسد، الوعي بخطورة الاستعمار، الوعي الثقافي، ووعي أسطرة الذات، مبينا أن المصائر المفتوحة لأبطال الرواية وبطلاتها، تعكس افتتان الروائي بالشخصيات المضللة "التي ما تكاد تظهر واحدة حتى تغيب الأخرى".
وكانت للقاص سعيد الروضان مداخلة نقدية بعنوان "الصورة النثرية للمرأة في رواية الكنزة الزرقاء"، استهلها بمقدمة نقدية حول مفهوم "الصورة الشعرية" الذي قارنه بمفهوم "الصورة النثرية".
وأضاف قائلا أن رواية الطائي تعد رواية للمرأة بامتياز، على اعتبار أن العنوان مؤنث يشير إلى المرأة، وان عدد البطلات في الرواية يتجاوز ضعف عدد الأبطال الذكور، موضحا الصور التشخيصية التي تضمنتها الرواية، والتي يجدها تضفي سمات إنسانية على الحيوان والجماد.
وكان آخر مقدمي المداخلات الناقد بشير حاجم، الذي ذكر أن رواية المحتفى به تمتلك المقومات الروائية، وانها أنجزت وفق نظام الفصول المعنونة وليس المرقمة، ما أعطاها صفة القرابة إلى جنس القصة القصيرة.
وأكد حاجم الرابطة بين عنوان الرواية وبنية متنها، لافتا إلى أهمية الساردين الخارجي والداخلي في النص الروائي، ومبينا أن قيام الطائي في بداية الرواية بوصف أوراق شجرة النارنج، منح روايته سمة الرواية الصحيحة.
هذا وحضرت الجلسة عائلة الروائي فريد الطائي، حاملة معها كعكة مزينة بكريمة ملونة بأسلوب فني، تصور غلاف رواية "الكنزة الزرقاء".

عرض مقالات: