نعت الجالية الفلسطينية في تشيلي أحد أبرز مفكريها وقادتها البروفيسور أوخينيو شهوان، والذي وافته المنية في الرابع من آب/أغسطس٢٠١٩ عن عمر يناهز ال٦٨ عاماً. ولد البروفيسور شهوان في مدينة سانتياغو لعائلة تنحدر من بلدة بيت جالا الفلسطينية وتلقى تعليمه في الأدب واللغة والفلسفة العربية في جامعة تشيلي. ومن باب حرصه على التواصل مع الوطن العربي طلب العلم في الجامعة الأمريكية في القاهرة وجامعة عين شمس و تخصص في مجال الفكر العربي الاندلسي و تأثيره على الثقافة الاسبانية تحت إشراف الدكتور سليمان العطار. وتم تعيينه عام ١٩٧٨ أستاذاً في مركز الدراسات العربية في جامعة تشيلي حيث أعاد هيكلة العديد من برامج المركز و قام بجمع كم وافر من التبرعات لخدمة أهداف المركز الأكاديمية. كما وشغل عدداً من المناصب الهامة على مستوى جامعة تشيلي آخرها رئاسة دائرة الاتصالات والعلاقات الاكاديمية في كلية الفلسفة والإنسانيات بين عامي ٢٠١٠ و ٢٠١٨. 

 لعب البروفيسور شهوان دوراً محورياً في نشر الثقافة العربية في أمريكا اللاتينية، حيث أسس عدداً من البرامج الأكاديمية في الدراسات الشرق أوسطية وعلوم الآثار المصرية و الفنون العربية والإسلامية و الدراسات الاجتماعية و السياسية المعاصرة في العالم العربي، بالإضافة لتصميمه وتنفيذه برنامج بكالوريوس الدراسات الدولية في جامعة تشيلي. كما وروج في اللغة الإسبانية لكوكبة من المفكرين العرب القدامى والمعاصرين كإبن طفيل و إبن رشد و إدوارد سعيد ومحمود درويش، و أثر بشكل أساسي في صياغة وعي جيل كامل من الباحثين البارزين في مجال الدراسات العربية في تشيلي ككمال قمصية و رودريغو كرمي و ريكاردو مرزوقة و سباستيان ساليناس و موريسيو عمرو وماريا اولغا صمامي و موريسيو باروس و إسبرانزا ياروفي، و إستضاف عددا كبيراً من الباحثين في الشؤون العربية والفلسطينية كإيلان بابيه وعادل حكيم و بيدرو مارتينز ليلو و نور مصالحة و رشيد الخالدي وعبدالرزاق التكريتي و جوزيف مسعد.

 نذر البروفيسور شهوان حياته في خدمة القضية الفلسطينية، حيث نشر الوعي الوطني في صفوف الجالية الفلسطينية في تشيلي وشحن الطاقات التضامنية في أمريكا اللاتينية وكان أحد أبرز الأصوات العاملة في الأمريكيتين على خدمة الثوابت الفلسطينية ولا سيما تحرير كامل التراب الوطني وتطبيق حق العودة.

هذا وقد حصدت كتب البروفيسور شهوان عدة جوائز، منها جائزة CHAC لعامي ٢٠١٥-٢٠١٦ والذي استلمها تقديراً لكتابه "البنيان الإسلامي للكوميديا الإلهية"، كما وتم تكريمه رسمياً من قبل جامعة تشيلي تقديراً لإنتاجه ومجهوده الاكاديمي الضخم على مدى أربعين عام.

 

عرض مقالات: