غالي العطواني
احتضنت قاعة الجواهري في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب ببغداد، السبت الماضي، جلسة استذكار للاعب كرة القدم الدولي والشخصية اليسارية الراحل كاظم عبود، في مناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيله.
حضر الجلسة التي عقدتها عائلة الفقيد بالتعاون مع "ملتقى عبد كاظم" الرياضي، نائب رئيس اللجنة الأولمبية خالد رشك، وحشد من المثقفين والأدباء والإعلاميين، والرياضيين الذين واكبوا مسيرة الراحل.
الإعلامي الرياضي عبد الرحمن فليفل ادار الجلسة واستهلها داعيا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت لذكرى الراحل.
ثم قدم نبذة عن مسيرتي عبود الرياضية والسياسية في مدينة الثورة، مشيرا إلى انه لعب في العديد من الملاعب الشعبية، وكان منتميا في بداية مسيرته إلى اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي.
وأضاف فليفل، أن الراحل، ونظرا لمستواه المميز في لعب كرة القدم، مثل "نادي البريد" الرياضي هو وعدد من رفاقه اللاعبين اليساريين، أمثال منعم جابر، رسن بنيان، بشار رشيد، قيس شاكر، فيصل صالح وكاظم خلف، لافتا إلى أن عبود من وزن الثوار الاحرار "لأنه لا يهادن ولا يعرف التوافيقية، وقد أعطى كل شيء اكراما للقضية التي آمن بها، حتى انه حمل السلاح مع رفاقه الشيوعيين في كردستان، بوجه النظام البعثي المباد".
بعد ذلك قرأ ابن شقيق الراحل سمير جلوب كلمة العائلة التي سلط فيها الضوء على مسيرتي عمه رياضيا وسياسيا، مؤكدا ان هذه العائلة قدمت قافلة من الشهداء في سبيل الوطن، إذ أعدم ثلاثة من أشقاء الراحل وولده البكر الذي تم اعتقاله وهو في الرابعة عشرة من العمر، ليعدمه بعدها جلاوزة النظام المقبور.
وكانت لرفيق مسيرة الراحل الإعلامي الرياضي منعم جابر كلمة في الجلسة، ذكر فيها ان "كاظم عبود ذكرى وطن يتجسد في كل مكان وزمان، وحكاية وأثر. تراه في غبشة عمال المساطر وهموم فلاحي الجنوب واغانيهم الحزينة الباكية. نهض كاظم مبكرا وحفظ نضالات احبته في الشاكرية وعمّق هذا الحب في مدينة الفقراء (الثورة)".
وأضاف قائلا أن الراحل "كان ذا وعي ثوري مقدس يؤمن بأنه لا تغيير إلا بالوعي، وان الفقر وحده لا يحقق الثورة، بل الوعي أولا واختيار الطريق المفضي الى الغد السعيد".
وأسهم الإعلامي الرياضي يوسف فعل في الجلسة متحدثا عن شخصية الراحل، مشيرا إلى انه لاعب كرة قدم من طراز نادر، وانسان ثوري ومناضل قاوم النظام الدكتاتوري "لكن للأسف نجد أن هناك إهمالا حكوميا لهذه الشخصية الوطنية".
وتحدث أيضا في الجلسة د. سعدون ناصر، الذي قال عن الراحل انه قامة وطنية ورياضية كبيرة، ونموذج للرياضي الملتزم بحب الوطن والناس، أعقبه الكابتن جمعة عليوي الذي أشار في كلمته إلى انه تعرف على الراحل عام 1968 في مدينة الثورة، وحين رافقه تعلم منه الالتزام وحب الوطن ونكران الذات والإخلاص في العمل.
وأسهم المدرب كاظم صدام في الحديث عن الراحل، الذي زامله منذ ستينيات القرن الماضي، موضحا انه كان قوي الإرادة ويحمل ثقة عالية بنفسه.
وتلقت الجلسة رسالتين صوتيتين في المناسبة، الأولى من رفيق الراحل المغترب في أمريكا حسن الخفاجي، والثانية من الشاعر والإعلامي فالح حسون الدراجي.
هذا وأسهم في الجلسة أيضا الرياضي فالح عبد الحسن، الذي ذكر أن الراحل من "الجيل الذهبي" في مدينة الثورة، رياضيا وسياسيا، تلاه الإعلامي قاسم حسون الدراجي الذي أكد أن شقيقه الشهيد خيون رافق الراحل في مسيرته النضالية في صفوف الحزب الشيوعي العراقي. فيما لعب شقيقه الآخر فالح، إلى جانبه في ناديي "السكك" و"البريد".
وعلى هامش الجلسة أقيم معرض فوتوغرافي ضم صورا عديدة للراحل خلال مراحل مختلفة من حياته الرياضية والسياسية.
وفي الختام كرّمت عائلة الراحل، جريدة "طريق الشعب" بلوح تقديري يحمل صورة نجلها.