غالي العطواني

احتفت الجمعية العراقية لدعم الثقافة وملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الخميس الماضي، بالفنان المسرحي والأكاديمي د. عقيل مهدي، تكريما لمسيرته في فضاء المسرح والثقافة.

جلسة الاحتفاء التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر اتحاد الأدباء بساحة الأندلس، حضرها وزير الثقافة د. عبد الأمير الحمداني، ووزير الثقافة الأسبق ورئيس الجمعية العراقية لدعم الثقافة الرفيق مفيد الجزائري، والعديد من الوجوه الأدبية والثقافية والفنية، التي قدم بعضها مداخلات وشهادات حول منجز المحتفى به.

الباحث التشكيلي د. جواد الزيدي، أدار الجلسة وافتتحها قائلا أن المحتفى به "مبدع تكتمل عنده الأشياء وتفسر الظواهر وتتداخل الأجناس الفنية في تجربته التي تصب في الثقافة الإنسانية"، مضيفا أن د. مهدي أستاذ أكاديمي وفنان ومنظّر جمالي وناقد وممثل ومخرج، وانه اقتُرح وزيرا للثقافة قبل عام.

وباسم الجمعية العراقية لدعم الثقافة ألقى الرفيق مفيد الجزائري كلمة عن د. مهدي (ننشر نصها في عدد قادم).

والقى رئيس اتحاد الأدباء الباحث ناجح المعموري كلمة رحب فيها بالحاضرين، وأعرب عن سعادته بالاحتفاء بصديقه وزميله د. عقيل مهدي.

أولى المداخلات والشهادات قدمها الناقد د. رياض موسى سكران، الذي ذكر أن المحتفى به قدم إرثا مؤثرا في الثقافتين العراقية والعربية، عبر أكثر من 70 كتابا تحمل قيما معرفية وجمالية. وأضاف أن د. مهدي، كمؤلف مسرحي، كتب سيرا درامية لشخصيات ثقافية عراقية معروفة أمثال السيّاب والجواهري ويوسف العاني، مقدما بذلك أسسا جمالية جديدة في التعريف بهذه الشخصيات.

الناقد عدنان منشد، قرأ ورقة حول منجز المحتفى به. ذكر فيها أن د. مهدي، ومنذ أربعة عقود، كان ذا حضور فني وأكاديمي بامتياز في المشهد الثقافي العام، وعلى منصات المسرح العراقي، كممثل في أعمال كبار المخرجين.

وتابع قائلا أن المحتفى به، وبعد عودته إلى بغداد عام 1982، عمل مخرجا ومؤلفا لمسرحيات السيرة، التي تناول فيها شخصيات ثقافية وفنية مرموقة. كما كانت له مشاركات خاصة في الدراما التلفزيونية وبعض الأعمال السينمائية، فضلا عن مزاولته التدريس الأكاديمي وكتابة النقد المسرحي.

المداخلة الثالثة كانت للناقد المسرحي د. سعد عزيز عبد الصاحب، الذي أشار إلى أن المحتفى به يعد ناقدا ومخرجا وممثلا في المسرح الواقعي، مضيفا انه مر بتجارب ثقافية عراقية وعربية وعالمية "فقد كان قارئا مهتما في الفلسفة الماركسية وتحولات التاريخ وتأثيره على المجتمع. كما انه اطلع على ثقافات الروس والبلغار في الفن المسرحي من منظور فلسفي واقعي".

ولفت د. عبد الصاحب إلى أن المحتفى به اشتغل على كتابة السيرة الدرامية الافتراضية، التي عمل من خلالها على ترسيخ شخصيات ثقافية عراقية وطنية، أراد النظام الدكتاتوري المباد طمرها.

آخر المداخلات والشهادات كانت للباحث المسرحي د. زهير البياتي، الذي بيّن أن المحتفى به تفرد في تقديم شخصيات من الواقع المعاش، وطرحها في المسرح وفق رؤاه الفنية والإخراجية.

بعد ذلك عاد مدير الجلسة ليقرأ رسالة بعثها د. سامي عبد الحميد مهنئا فيها المحتفى به بتكريمه، مشيدا بسيرته المسرحية. ومن جانبه عبّر د. مهدي عن شكره إلى مكرميه، مؤكدا أنه سوف يقدم بعد ثلاثة أعمال مسرحية تتناول شخصيات عراقية وطنية.

وفي الختام سلم وزير الثقافة د. عبد الأمير الحمداني، المحتفى به د. عقيل مهدي لوح الجواهري باسم اتحاد الأدباء، فيما قدم له الرفيق مفيد الجزائري لوح إبداع باسم الجمعية.

عرض مقالات: