ماجد مصطفى عثمان
في عشية الذكرى 85 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي (31 آذار 2019) ضيّف "الملتقى الثقافي والفكري" في مدينة الكاظمية، السبت الماضي، عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق فاروق فياض، الذي تحدث عن أهم المحطات النضالية في تاريخ الحزب.
حضر الجلسة التي احتضنها مقر منظمة الحزب في الكاظمية، قائم مقام المدينة، وجمع من الشيوعيين والناشطين والمواطنين الآخرين. فيما أدارتها سكرتيرة منظمة الحزب الرفيقة نسرين حسين.
الرفيق فاروق فياض، وفي مستهل حديثه تطرق إلى اهم المحطات النضالية في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي منذ تأسيسه يوم 31 آذار 1934، حتى الوقت الراهن، ملقيا الضوء على الظروف الموضوعية والذاتية التي ساهمت في نشوء الحزب، وعلى الدور البارز للرفيق الخالد فهد في عملية التأسيس، فضلا عن التحالفات السياسية التي خاضها الحزب خلال مسيرته.
وتناول عضو اللجنة المركزية موضوعة تطور المجتمع العراقي، ومروره في مراحل تاريخية عديدة، بدءا من خضوعه لسيطرة الاحتلال العثماني والحكم الاقطاعي، مشيرا إلى ان المجتمع كان في تلك الفترة متخلفا، ثم جاء الاحتلال البريطاني وجلب معه خصائص جديدة تمثلت في ظهور عنصر جديد في حياة المجتمع، وهو دخول الرأسمال الاجنبي لغرض استثمار اموال العراق واستنزاف ثرواته، فضلا عن سعي الاحتلال إلى تأسيس قاعدة اجتماعية يكون ارتباطها بالمصالح البريطانية، إلى جانب ربط الاقتصاد العراقي بالاقتصاد الرأسمالي العالمي.
وتابع قائلا ان الشعب العراقي عبر عن رفضه للاحتلال البريطاني، من خلال تنظيمه الإضرابات والحركات الثورية، وأهمها اضراب السفن عام 1918 في البصرة، واندلاع ثورة العشرين، واضراب عمال السكك عام 1927، حتى تصاعد في العام 1934 الخط البياني للطبقة العاملة، من خلال ظهور الحزب الشيوعي العراقي، الذي تبنى مطالب هذه الطبقة.
وتحدث الرفيق فياض عن مسألة نشوء فئة المثقفين في العراق، وعلاقتها بالحزب، وكيف ان تلك الفئة تميزت لكونها تحمل راية التنوير، ومعظم افرادها تأثروا بمبادئ الثورة البلشفية، ونقلوها الى بلدانهم.
بعدها سلط الضوء على وثيقة الميثاق الوطني التي تم إقرارها في المؤتمر الأول للحزب عام 1944، متناولا بنودها والعديد من الفقرات المهمة التي تضمنتها.
واختتم الرفيق فياض حديثه، متطرقا إلى التجربة الغنية التي خاضها الحزب في مجال التحالفات السياسية، التي لم تكن ناتجة عن رغبة بقدر ما كانت ضرورة تحكمها عوامل موضوعية، مشيرا إلى ان الحزب عقد العديد من التحالفات بأشكال متنوعة وصيغ مختلفة، مع قوى سياسية متباينة في مرجعياتها السياسية والفكرية.
وتابع قائلا ان الحزب ينطلق في بنائه لهذه التحالفات، من الفكر الماركسي وتراثه الثري، مع التأكيد على احتفاظ كل طرف في التحالف باستقلاليته الفكرية والسياسية والتنظيمية، لذلك اشترك الحزب طيلة تاريخه في العديد من التحالفات ضمن قوى المعارضة، في فترة العهد الملكي الرجعي، وخلال الفترات التي تلت قيام الحكم الجمهوري عام 1958.
وتخللت الجلسة مداخلات حول موضوعها، قدمها العديد من الحاضرين، وعقب عليها الرفيق فاروق فياض بصورة ضافية.