طريق الشعب

عقدت الجمعية العراقية لدعم الثقافة منتصف آذار الجاري مؤتمرها الانتخابي السادس، بحضور ما يزيد على خمسين من اعضائها وداعميها، وبينهم عديدون من الشخصيات والوجوه الثقافية المعروفة.

والتأم المؤتمر على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، واستُهل بانتخاب هيأة رئاسة تدير اعماله، وقد تكونت من الناشطة الثقافية السيدة لامعة الطالباني، والبروفسور د. جواد مطر الموسوي رئيس جامعة واسط السابق، والنائب الاستاذ رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.

واستمع اعضاء المؤتمر، المنعقد بعد نحو 14 سنة من تأسيس الجمعية، الى تقارير قدمتها الهيأة الادارية المنتهية ولايتها عن عمل الجمعية في الفترة السابقة، ونشاطاتها الثقافية المتنوعة، واوضاعها المالية الصعبة.

زمن صعب

وقال رئيس الجمعية السابق مفيد الجزائري في "التقرير العام" الذي ألقاه، ان ما تحقق جاء "في زمن غير مواتٍ كثيرا للعمل المدني التطوعي المستقل، والى الثقافي منه خاصةً، زمن شحّ فيه الدعم والتمويل، الذي يعجز هذا النشاط عن ان يشق طريقه من دونه، بل وجفّ تماما، لا سيما من الدولة ومؤسساتها التي تشكل مصدره الاساس".

وعبر الجزائري عن سروره وزملائه في الجمعية، لكون جمعيتهم "ضمن العدد القليل من المنظمات الصامدة والجاهدة لمواصلة العطاء" رغم ما تصطدم به من كوابح ومصاعب متنوعة تعرقل العمل وتثبط العزائم. واستطرد مؤكدا: "في كل الاحوال لن نكف، وسنواصل جهدنا الثقافي بعزم".

وتحدث عن الهدف النهائي للجمعية قائلا انه يكمن "في الاسهام في عملية التنمية الثقافية والتوعية والتنوير في بلادنا، التي لا بد منها لتحقيق النهوض الثقافي لمجتمعنا، الضروري بدوره لنهضة بلادنا الشاملة، ولنمائها وتقدمها ورخائها".

مهمات مستقبلية

وتناول المهمات التي تنتظر الجمعية في الفترة المقبلة، فأكد" التركيز على استنهاض جبهتنا الثقافية، والاسهام في استنفار اوساط مبدعينا واكاديميينا وعامة مثقفينا، ليقوموا بدورهم الفاعل وبأدواتهم المؤثرة، في دعم ودفع الجهود التي تبذلها قوى شعبنا المخلصة، للخروج بالبلاد من ازماتها المتفاقمة، ولتغيير الواقع واصلاحه عن طريق اقامة دولة المواطنة والديمقراطية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية".

وفي هذا الاطار اكد ضرورة ايلاء الجمعية اهتماما متزايدا للبحث والتقصي والابداع في ميادين الدراسات الاجتماعية والانسانية، الى جانب الاهتمام بالابداع الادبي والفني. لكنه بيّن ان تحقيق انجاز على هذا الطريق غير ممكن بجهد الجمعية او اي جهة اخرى بمفردها، وان "لا بد من حفز اهتمام الجمعيات والفعاليات الثقافية الاخرى بالامر، وتوحيد جهودها في سبيله".

لقاء للفعاليات الثقافية

وقال انه من اجل ذلك تنتظر الجمعية مهمة المبادرة في الفترة القادمة للدعوة الى عقد لقاء لممثلي الاتحادات والجمعيات والمؤسسات الثقافية الاخرى غير الحكومية لتداول الموضوع، على ان يسبق ذلك تحضير جيد يضمن التوصل الى نتائج جيدة.

واختتم الجزائري التقرير العام للهيأة الادارية السابقة للجمعية بالقول انه "في المعارك الكبرى التي شهدتها بلادنا على مرّ السنين والعقود، اختار مثقفونا دائما صف شعبهم، وأسهموا بنصيبهم في سعيه المشروع الى الحرية والكرامة والعدل والتقدم. ولن يختلف الحال هذه المرة. خاصة وان ظروفا افضل بدأت تتشكل غداة انتخابات ايار السنة الماضية، وما ادت اليه من تغيير نسبي في ميزان القوى السياسية، أخذ يفعل فعله رغم المقاومة الضارية من جانب القوى المتضررة".

نقاش حيوي

واعقب ذلك نقاش حيوي دعا اليه واداره الاستاذ رائد فهمي من على منصة الرئاسة، حول الجمعية العراقية لدعم الثقافة وعملها ومهماتها، وحول قضايا الثقافة وما يُنتظر منها في المرحلة المقبلة. وقد افتتحه فهمي نفسه بمداخلة مهمة وضافية في هذا الشأن، وشارك فيه عديد من اعضاء المؤتمر الآخرين.

واختتم المؤتمر باجراء انتخاب للهيأة الادارية الجديدة للجمعية، انتهت باختيار وجوه جديدة منها السيدة ميسون الدملوجي والآنسة دينا احمد ود. دريد فاضل ود. جواد الزيدي والناشط الحقوقي محمد السلامي، الى جانب عدد من اعضاء الهيأة السابقة: السيدة سافرة جميل حافظ ود. معتز عناد غزوان ود. فلاح العتابي والسيد مفيد الجزائري.

وقد اجتمعت الهيأة الجديدة لاحقا واعادت اختيار كل من مفيد الجزائري رئيسا، ود. معتز غزوان نائبا للرئيس، ود. فلاح العتابي سكرتيرا، كما وزعت المهمات الاخرى على بقية الاعضاء.