في شهر اذار المقدس عند قدماء العراقيين ، من سومريين وبابليين وآشوريين وكلدان ومندائيين ، وغيرهم كما جاء في اساطيرهم ، ينتصر الصراع في الطبيعة لصالح استمرار بقاء الانسان ،انه التحول الطبيعي في المناخ والدخول في شهر الربيع الذي هو شهر الخصب وتجدد الطبيعة، فتبدأ ألارض بلبس حلتها الجديدة وتغطي الخضرة سطحها، ويعتدل الجو فيمثل ولادة الحياة المشرقة .وتضيف لنا اساطير بلاد الرافدين ،في شهر اذار ، أنبثق أله الخصب الذكوري وأتحد مع عشتار أله الخصب الأنثوي من اجل الولادة وألخصب، فهو مقدس عند الشعوب منذ القديم تقام فيه الأحتفالات المدنية والدينية تحت مسميات مختلفة, 
فيحتفل المندائيون في العراق والعالم في شهر اذار المقدس من 15—3- 2019ألى يوم 19-3-2019 بفرحتهم بنهايات عذابات برد الشتاء القارص وحلول فصل الربيع الجميل ويحتفلون دينيا ،تحت الاسم الديني –البرونايا ---،عيد الخمسة ايام البيضاء-- ويسمى ايضا – البنجة اي الخمسة وهي تسميه شعبيه
 يعتقد المندائيون كما جاء في كتبهم المقدسة --في هذه الايام بدأ الخلق والتكوين للعوالم بأمر من الخالق العظيم ، وهذه الايام طاهرة كطهارة النشمثا -النفس - في جسد الانسان المادي ، وانهم يعيشون فيها فقط من اجل خالقهم بعيدين كل البعد عن جميع المعاملات المادية على ألأرض، و غير محسوبة من عمر ألأنسان ، لأنها للخالق فقط ، أنها أيام مضيئة ، فمن خلالها تتفتح بوابات السماء ويصبح الطريق بين عالم الما دنهورا وعالم تيبل - الارض- سالكآ
ومضيئا ومن مظاهر هذه الأحتفالات الدينية والاجتماعية- عند المندائيين احتفالية التعميد وحيث يرتدي المندائيون ملابسهم الدينية البيضاء -الرسته-- كحمامات السلام ترفرف على الماء الجاري لغسل الذنوب وانبثاق حياة جديده للمتعمد ،،بين غطس المتعمد في الماء ثم خروجه منها كخروج ا لطفل من رحم أمه، انها الولادة الجديدة للإنسان والطبيعة.

كما تقام احتفالات الوجبات الطقسية –أللوفاني- على أرواح الموتى، وتعطي الصدقات الى المحتاجين فيها .، ويعتقد المندائيون اذا حدثت وفاة في هذه الأيام فأن نفس المتوفي بعد خروجها من الجسد تنطلق مباشرة الى عالم النور دون حساب او عوائق. واجتماعيا تحل المحبة وتناسي جميع الخلافات ويتم الصلح بين المتخاصمين ان وجدت.

في هذه المناسبة الدينية المقدسة نتقدم بالتهاني الى جميع عوائلنا المندائية ، والى ابناء شعبنا العراقي بكافة أديانه وطوائفه وقومياته وقواه السياسية التقدمية والوطنية ، متمنين بناء عراقا ديمقراطيا حقيقيا ، بعيدا عن نظام المحاصصة الطائفي المقيت ، ترفرف عليه رايات السعادة والحرية والعدالة الاجتماعية ، وتندحر الى الأبد ألافكار الإرهابية لجميع فصائل الإرهاب ، ويتحقق النصر النهائي على عصابات داعش..

كما نطالب الحكومة العراقية وجميع الكتل السياسية الحاكمة اعادة النظر في جميع القوانين التي تقيد الاعتراف الصحيح بأصحاب الديانات غير الإسلامية كقانون البطاقة الشخصية. ونظام الانتخابات وبألأخص نظام الكوتا الذي اصبحت نتائج انتخاباته تحت سيطرة الاحزاب المتنفذة.
المجد والخلود للوحدة الوطنية العراقية

 
حكمت شناوة السليم---المانيا---لايبزك