صلاح عمران
احتفت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة البصرة، الخميس الماضي، بالباحث فايز الخفاجي في مناسبة صدور كتابه الجديد "الشيوعية تحت ظلال الرصاص".
جلسة الاحتفاء التي التأمت على "قاعة الشهيد هندال جادر" في مقر اللجنة المحلية وسط البصرة، حضرها جمع من الشيوعيين وأصدقائهم من المثقفين والأدباء والإعلاميين، فيما أدارها الناقد مقداد مسعود، الذي أشار في مفتتح تقديمه، إلى أهمية كتاب المحتفى به "خاصة أن مؤلفه مستقل وغير منتم للحزب الشيوعي العراقي"، مبينا ان الخفاجي كتب عن التاريخ النضالي للحزب بمهنية عالية.
الباحث المحتفى به، وفي معرض حديثه، ذكر ان كتابه يتناول الاغتيالات السياسية التي طالت قادة الحزب الشيوعي العراقي بين عامي 1958 و2003، موضحا ان الكتاب تضمن مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، وأن الفصل الأول يتحدث عن الاغتيالات في العهد الجمهوري، منذ تشكيل الجمهورية العراقية حتى عام 1968، الذي وصل فيه حزب البعث المقبور إلى السلطة.
وأضاف قائلا ان الفصل الثاني من الكتاب، يلقي الضوء على الاغتيالات السياسية التي طالت الشيوعيين في عهد احمد حسن البكر، بين عامي 1968 و1979، فيما يتناول الثالث الاغتيالات في عهد المقبور صدام حسين بين عامي 1979 و2003.
وبيّن الخفاجي أن أول شيوعي تعرض للاغتيال في العام 1958، هو الفلاح محيسن زغير، من مدينة الكوت، والذي لم يبال بتهديد الاقطاعيين لتركه أرضه، فاغتيل يوم 12 تشرين الأول، مضيفا أن الشيوعي الآخر هو صاحب ملا خصاف من مدينة العمارة، الذي كان مسؤول منظمة الحزب في منطقة الكحلاء، والذي اغتيل في كانون الاول من العام نفسه برصاصات أحد الإقطاعيين.
كما استذكر مسؤول الشبيبة الشيوعية في تكريت، الشهيد سعدون حمود الناصري "الذي ثبت بالأدلة والشهود أن صدام حسين هو من أطلق النار عليه يوم 14 تشرين الأول 1958، بدفع من خاله خير الله طلفاح".
وتطرق المحتفى به إلى الاسباب التاريخية لتصاعد الاغتيالات ضد الشيوعيين، مشيرا إلى ان حركة الشواف 1959، تسببت في سفك دماء الشيوعيين أيضا، مستعرضا تفاصيل هذه الحركة، وبعض أسماء الشهداء الشيوعيين الذين اغتيلوا على إثرها.
ثم تحدث عن الاغتيالات السياسية التي طالت الشيوعيين خلال الأعوام التالية، حتى انقلاب شباط الدموي 1963، الذي راح ضحيته الكثيرون من القادة الشيوعيين. كما ذكر عدداً من ضحايا الاغتيالات السياسية من الشيوعيين بعد الانقلاب، وصولا الى العام 1968.
كذلك سلط الضوء على فترة حكم أحمد حسن البكر، مشيراً الى أسماء العديد من الشيوعيين الذين اغتيلوا خلالها، قادة وأعضاء، أعقب ذلك بالحديث عن الاغتيالات في عهد الدكتاتور صدام حسين، التي تمت داخل العراق وخارجه، مقدما نبذة عن سير العديد من الشهداء البارزين منهم الكاتب شمران الياسري (أبو كاطع)، الذي تسامى شهيداً في تشيكوسلوفاكيا عام 1981.
وفي الختام قدم سكرتير اللجنة المحلية الرفيق جمعة الزيني، لوحا تقديريا إلى الباحث فايز الخفاجي.
يشار إلى ان الخفاجي المولود في الكويت عام 1968، حاصل على البكالوريوس والماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة البصرة، وله عدد من الاصدارات السياسية، أهمها "الحرس القومي ودوره الدموي في العراق"، "خير الله طلفاح رجل الظل لصدام حسين" و"اغتيالات في المنفى".