غالي العطواني
احتفى نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، السبت الماضي، بالكاتب والروائي محمد غازي الأخرس، الذي تحدث عن تجربته الإبداعية وعن روايته الجديدة "ليلة المعاطف الرئاسية".

جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس، والتي حضرها جمع من الأدباء والإعلاميين والمثقفين والمهتمين في الشأن السردي، أدارها الروائي محمد علوان جبر، الذي قدم سيرة المحتفى به، وذكر انه حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة الفرنسية، وشهادتي البكالوريوس والماجستير في الأدب العربي، مضيفا انه أصدر في العام 1997 ديوانا شعريا يحمل اسم "شمعون"، أعقبه بكتابه "خريف المثقف في العراق"، وروايتيه "المكاريد" و"دفاتر خرده فروش".
بعد ذلك تحدث المحتفى به عن مشواره في الكتابة، وقال انه في البداية كتب الشعر، ثم تحول بعد العام 2003 إلى المقالات النقدية والعمود الصحفي، مضيفا انه كان ينشر عمودا ساخرا في جريدة "العالم"، تحت عنوان "كابوس"، تناول فيه الحروب العبثية للنظام الدكتاتوري المقبور، وانتقد الحرب الطائفية التي شهدها العراق أبان العام 2007.
وتابع الأخرس قائلا ان أحد الروائيين كان قد قرأ عموده المذكور، وأبلغه بأنه يصلح أن يكون مدخلا لرواية، لافتا إلى ان العمود أصبح بعدها عتبة لروايته "ليلة المعاطف الرئاسية"، التي تلقي الضوء على الرعب الذي صار يحمله الفرد العراقي ولا يستطيع التحرر منه، والتي تدور أحداثها من عام 1981 حتى العام 2007.
وفي سياق الجلسة قدم عدد من النقاد والروائيين، مداخلات عن رواية المحتفى به، كان أولهم الناقد فاضل ثامر، الذي قرأ ورقة نقدية ذكر فيها ان رواية الأخرس الأخيرة تحمل حبكة سردية، خصوصا في الشخصية الدكتاتورية "الجنرال كوكس"، أحد شخصيات الرواية، والذي يظهر كشخص غير طبيعي وقلق وصانع للحروب وزارع للرعب والخوف في كل مكان.
وأضاف قائلا ان الاخرس استطاع في روايته أن يوظف الميثولوجيا ويربطها بالواقع العراقي في رحلة على سيارة أجرة، امتدت من عام 1981 فترة حكم الدكتاتور المخلوع، حتى العام 2007 فترة القتل الطائفي، متابعا القول ان الرواية تضمنت "سردا فنتازيا ذكيا، وكوميديا سوداء، وأتوقع من الأخرس أن يزود المكتبة العراقية بإبداعات أخرى".
وكانت الورقة النقدية الثانية للناقد علي الفواز، الذي قال أن رواية الأخرس "ليست رواية كوابيس، بل رواية كراهية وقتل وعنف مرعب، من صناعة الدكتاتورية البغيضة"، مضيفا ان الرواية تقوم على زمنين، وعلى شخصين في زمنين، الأول يمثل العنف ابان الحرب العراقية الإيرانية، والثاني يمثل الرعب خلال الحرب الطائفية عام 2007.
فيما قرأ الروائي خضير فليح الزيدي ورقة نقدية قال فيها ان الأخرس استطاع في روايته الربط بين عامي 1981 و2007 بحرفية ودقة سردية عالية المستوى.
وتابع قائلا أن السرد في الرواية جاء "متحركا وغير ثابت، متنقلا من مكان إلى مكان، ومن زمان إلى زمان"، لافتا إلى ان الرواية تتضمن "عناصر تشويق في غاية الأناقة، وانها واحدة من الروايات التي أغنت السرد العراقي بالإبداع".
كذلك قدمت مداخلات نقدية حول الرواية من قبل الروائي أسعد اللامي، الروائي شوقي كريم حسن، الناقد د. علي حداد والروائي حسن البحار.
وفي الختام قدم عضو المجلس المركزي للاتحاد، د. آوات حسين، لوح الجواهري إلى الروائي محمد غازي الأخرس.

عرض مقالات: