احتفى الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، أخيرا، بالروائي حميد الربيعي في مناسبة صدور روايته الجديدة "أحمر حانة".

جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، والتي شهدت حضورا ثقافيا وأدبيا وإعلاميا، قدم فيها عدد من النقاد أوراقا نقدية حول رواية المحتفى به الجديدة.

الشاعر عمر السراي، أدار الجلسة واستهلها بالقول ان "الربيعي قامة عراقية حملت الرواية أمانة في يديها لإيصالها لضفاف بعيدة"، مشيرا إلى انه كتب 55 قصة قصيرة، ونشر أولها أبان سبعينيات القرن الماضي، في جريدة "الراصد".

وأضاف قائلا ان المحتفى به غادر العراق عام 1979 لأسباب سياسية، وتوجه إلى الكويت وعمل هناك في جريدة "الطليعة"، ثم انتقل في العام 1987 إلى النمسا، وبقي فيها حتى عام 1990، ليتوجه بعدها إلى ليبيا ويستقر فيها مدة 3 سنوات، ويختتم مشوار غربته بالعودة إلى بغداد، مدينته التي أحبها كثيرا.

وألقى السراي الضوء على أبرز إصدارات الربيعي السردية، مثل "سفر الثعابين"، "جدد موته مرتين"، "دهاليز الموتى"، "بيت جني" و"أحمر حانة".   

أول المساهمين في الجلسة، كان رئيس الاتحاد الباحث ناجح المعموري، الذي قرأ ورقة نقدية استهلها بالقول "أنا سعيد بأن أكون متحدثا عن حميد الربيعي والكتابة عن روايته الرائعة، وتوظيفه للتاريخ في السرد"، مضيفا أن الرواية "فيها فضاء واسع من الأساطير التي انقرضت من الوصف".

وتابع قائلا ان المحتفى به زرع في روايته "مجموعة من العوالم الرمزية. وهذا يتطلب جهدا كبيرا من الكاتب".

وكانت للناقد فاضل ثامر ورقة نقدية حول الرواية، قال فيها ان الربيعي "مبدع وكاتب ذكي، ويعد درسا كبيرا وثمينا للأدباء والسرديين"، مشيرا إلى انه اعتمد في روايته الأخيرة على الكثير من الشخصيات، ولم يضع شخصية رئيسة.

الناقدة د. نادية هناوي، قدمت أيضا ورقة نقدية، قالت فيها ان الربيعي امات في روايته التاريخ، وأحيى العوامل السردية "وهذا نقيض الصياغات الواقعية. ما يجعلنا نصل لليقين الجمالي بعيدا عن اليقين الحياتي".

واضافت قائلة انه "كان هناك حضور للمرأة في الرواية، وهي  التي تروي الكثير من الأحداث"، موضحة ان "المرأة الشوهاء في الرواية هي المدينة المشوهة. وكأن الكاتب هنا يخبرنا أن المرأة مثل المدينة، تكون جميلة ثم تتعرض للخراب ثم تعود إلى الجمال".

أما الناقد علي الفواز، فقد قرأ ورقة نقدية ذكر فيها ان الرواية تتحدث عن فكرة الشر، مبينا انه حتى تنظيم داعش الإرهابي كان حاضرا في الرواية، عندما تحدث الكاتب عن الحروب والدمار. 

وتابع القول ان "أحمر حانة"، رواية فلسفية تشتغل على الصراع الوجودي، وهي أيضا رواية الهوية الضائعة التي ضيعتها الحرب.

هذا وتحدث في الجلسة أيضا كل من الروائي محمد علوان جبر، والناقد د. علي حداد.

بعد ذلك جاء دور الربيعي ليسلط الضوء على بعض أحداث روايته الجديدة، التي كُتب عنها نحو 47 بحثا ومقالة، وكتابان، وأصبحت مادة دراسية سردية في جامعات ديالى وبابل وكربلاء، مشيرا إلى انه مهد لهذه الرواية بمجموعة قصصية أصدرها قبلها عنوانها "بيت جني"، تتضمن حكايات عن بغداد.

وأوضح انه لم يكتب في روايته عن أمجاد بغداد، بل عن الأحداث التي قادت إلى خراب المدينة "لكني نظرت إلى هذه الأحداث من زاوية تأثير المكان في الناس والحياة الساعية فيه، وتأثير ذلك في أبنية المدينة وأزقتها وشوارعها ومحلاتها".

وفي الختام قدمت القاصة سافرة جميل حافظ، لوح الجواهري إلى الروائي حميد الربيعي.