في مناسبة الذكرى 71 لوثبة كانون 1948، عقدت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة كربلاء، أخيرا، جلسة بعنوان "انتفاضة 1948 – الأسباب والنتائج"، تحدث فيها الرفيق د. عبد الحميد الفرج بحضور جمع من الشيوعيين وأصدقائهم المهتمين في الشأنين السياسي والاجتماعي.

أدار الجلسة التي عقدت في مقر اللجنة المحلية وسط مدينة كربلاء، الرفيق حامد عباس، الذي ألقى الضوء على أهم الأحداث السياسية التي رافقت الوثبة، متطرقا إلى ردود أفعال الشعب العراقي ازاء الاحتلال الانكليزي للبلد بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، وما تلا ذلك من ثورات وانتفاضات شعبية.

الرفيق د. عبد الحميد الفرج، تناول في معرض حديثه وقائع الوثبة، التي كان من المشاركين الفعليين فيها، مستعرضا أهم العوامل والاسباب والظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي ادت إلى انبثاقها، والتي من أهمها التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية، وعمالة الحكام العراقيين للانكليز المستعمرين ضد مصلحة الشعب. وأضاف قائلا ان من أبرز السياسيين العراقيين الذين خدموا الانكليز، هو نوري السعيد، الذي تسلم أكثر من 14 وزارة، مشيرا إلى ان سعيد كان غير آبه او مهتم لمصلحة الشعب والظروف الصعبة التي كان يواجهها العراقيون. ولفت د. الفرج إلى ان السبب المباشر لقيام الوثبة، هو توقيع الحكومة العراقية برئاسة صالح جبر، على "معاهدة بورتسموث" 1930 الجائرة، التي قرر الشعب إلغاءها, باعتبارها تجيز التدخل المباشر بالشؤون الداخلية للعراق، وتربط البلد بسياسات الدول الغربية وبريطانيا. كما تحدث عن العامل الاقتصادي الذي ساهم في انبثاق الوثبة ومجريات أحداثها، موضحا ان الحرب العالمية الثانية استنزفت كل طاقات وخيرات الشعوب المستعمَرة لصالح الدول الكبرى المتصارعة على الاسواق والمواد الخام والايدي العاملة، ومن بين تلك الشعوب التي استنزفت طاقاتها، الشعب العراقي، إذ سلبت موارده الطبيعية، واستخدمت في تمويل الحرب، الأمر الذي تسبب في ظهور المجاعة، حتى أطلق على عام الوثبة "عام الخبز الأسود".

وتحدث الرفيق د. الفرج عن دور الاحزاب الوطنية في الوثبة، ومنها الحزب الشيوعي العراقي، الذي ساهم في إذكاء روح الانتفاضة واستمراريتها، مبينا ان من نتائج الوثبة إلغاء "معاهدة بورتسموث"، وهروب رئيس الوزراء صالح جبر والوصي عبد الإله إلى الخارج.