تضامن عبد المحسن
ضيّف "تجمع شار المتنبي" الثقافي، بالتعاون مع وزارة الثقافة، الجمعة الماضية، الكاتبة د. هدى علي كاكائي، التي تحدثت عن كتابها الموسوم "المشتركات الفكرية بين الأديان"، بحضور جمع من المثقفين والناشطين والمهتمين في الشأن الفكري.
الجلسة التي احتضنتها "قاعة علي الوردي" في المركز الثقافي البغدادي بشارع المتنبي، والتي أدارها الإعلامي عامر عبود، استهلتها الضيفة بالحديث عن التزمت الديني، موضحة ان المتزمتين دينيا، يريدون بالدين أن يكون هو الحل لكل مشكلات الواقع.
وتساءلت: أي دين يقصد هؤلاء؟ هل دين الفقيه أم دين السلطان أم دين الأحزاب؟ مشيرة إلى انه من الضروري تصحيح تلك المنطلقات وحل مشكلة التزمت من خلال الأرضية المشتركة بين الأديان، وتجاوز ثقافة المفاصلة التي طغت على الحركات الاقصائية الدينية.
وأوضحت د. كاكائي ان كتابها تناول المشتركات الفكرية بين الأديان، والرؤى السياسية التي تحملها الأديان، وما يتعلق بمبادئ التعايش السلمي من خلال الحوار والاستقرار السياسي، موضحة ان التعايش السلمي بين الأديان، يقصد به التقاء إرادات اتباع الأديان المختلفة للعمل من اجل السلام والامن في المجتمعات، وذلك من خلال اربعة اسس، هي: الارادة الحرة المشتركة، التفاهم حول الاهداف والغايات لخدمة الانسانية، التعاون من اجل تحقيق تلك الاهداف وصيانة التعايش.
ولفتت الضيفة الى ان مسؤولية تحقيق التعايش السلمي يتحملها العلماء والمفكرون والحكام، الذين يتوجب عليهم أن يلتزموا بالخطاب العقلاني، إلى جانب الإعلام الذي يتطلب منه أن يقوم بوظيفته في الدعوة إلى الوحدة والوئام، والتحذير من النعرات الطائفية والقومية والفتن، ومن آفات الحضارة المادية، بما يشيع أجواء التعايش السلمي والانسجام بين فئات المجتمع.
وتابعت حديثها مفرقة بين الدين والفكر الديني، ومشيرة إلى ان الدين يحمل الطابع الإنساني، فيما الفكر الديني فهو الذي تسبب في انحراف بعض الاديان عن مسارها وتشويهها.
وشددت د. كاكائي على أهمية بث روح الأخوة بين أتباع الأديان المختلفة، والأخذ بالمسائل التي يدعو فيها الدين إلى الإنسانية، بدلا من نشر المفاهيم الخاطئة والطائفية.
وشهدت الجلسة مداخلات قدمها عدد من الحاضرين، بضمنهم الناشط الحقوقي محمد السلامي الذي أشار إلى ان الأديان كانت في البداية تنظم شؤون البشرية نظرا لعدم وجود دولة، إلا ان المشكلات نشأت بسبب التفسيرات البشرية للأديان، والتي أدت إلى تكوين طوائف داخل الدين الواحد، مؤكدا ان حقوق الانسان تعطي الحق للمتدين في أن يتدين بالدين الذي يريد، بشرط عدم فرض وجهة نظره في تنظيم الحياة، على الآخرين.
وفي الختام قدم وكيل وزارة الثقافة فوزي الاتروشي شهادة تقدير باسم التجمع إلى الضيفة.
جدير بالذكر ان الكاتبة د. هدى علي كاكائي تعمل محاضرة في كلية الآداب بالجامعة العراقية، ولها أربعة كتب منشورة، هي: "الصلات الحضارية بين الفكر المسيحي والفكر الإسلامي"، و"المذهب الآريوسي بين التأثر والتأثير: دراسة في الفكر الديني الإسكندري" و"المشتركات الفكرية بين الأديان" و"الأقليات الدينية في العراق".

عرض مقالات: