طريق الشعب
احتفل الملايين من العراقيين، في بغداد والمحافظات، برأس السنة الميلادية الجديدة، وعند منتصف الليل من ليلة الاثنين، اطلقت الالعاب النارية والمهرجانات الغنائية التي غطت معظم مناطق العراق في لقطات بثت عبر الهواء مباشرة.
وفي ليلة رأس السنة تحولت سماء بعض المدن العراقية إلى لوحة من الألوان بسبب الألعاب النارية التي أطلقت بكثافة، بعضها كانت منظمة وأخرى عشوائية، في حين انتشرت زينة أعياد الميلاد في كثير من الأحياء والشوارع.
وحملت مظاهر الاحتفالات، رسالة تحمل انتصار ثقافة الحياة في مقابل ثقافة الموت التي كان يسعى الى نشرها تنظيم داعش الإرهابي بعد سيطرته على ثلثي الأراضي العراقية.
وفي نهاية عام 2018 تزايدت مظاهر الاحتفال، واعتبرها الكثيرون رسالة تحدّ ضد الآراء التي حرّمت أو استهجنت الاحتفالات بهذه المناسبة. ففي الأيام الأخيرة من عام 2018 ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بسجالات أثارتها تصريحات الشيخ مهدي الصميدعي مفتي جمهورية العراق، والسيد علاء الموسوي رئيس ديوان الوقف الشيعي، والتي عَدّت الاحتفال بأعياد الميلاد مناسبة للفسق والفجور ومشاركة المسيحيين بعقيدتهم التي تختلف مع عقيدة التوحيد عند المسلمين.
وتجمع كثيرون في مناطق عدة ببغداد للاحتفال برأس السنة، في ظل زيادة الشعور بالأمان الذي افتقدوه طيلة سنين، كما شهدت العديد من مناطق العراق هذا العام احتفالات كبرى بهذه المناسبة، ففضلاً عن حفلات أقيمت في الفنادق ومراكز التسوق، انطلقت احتفالات أخرى في داخل أحياء سكنية.
وقالت السيدة نميرة السعدي، في تصريح صحفي، إنها فقدت ولدها في تفجير إرهابي عام 2008، ولم تستطع وأفراد أسرتها التحرك خارج أسوار الحي الذي تقطنه غربي بغداد لسنوات عدة بسبب أعمال العنف الطائفية والإرهاب، ثم أضافت "يكفي ما تحملناه طيلة السنين الماضية. شجعت أولادي وبناتي على الاحتفال بمناسبة رأس السنة. أريدهم أن يعيشوا بأمان ويمارسوا حياتهم بلا خوف مثلما كنا نفعل في شبابنا".
وقال سعد محسن، وهو صاحب متجر لبيع الزينة، إن الإقبال على شراء المفرقعات وزينة الميلاد فاق كل التوقعات هذا العام. وأكد، أن "مبيعات العام الحالي من زينة الأعياد وصلت إلى نحو ضعف ما تم بيعه في العام الماضي. ربما لأن العراقيين يشعرون بالأمان بعد هزيمة داعش".
وفي إقليم كردستان، قال مدير شرطة اربيل اللواء عبد الخالق طلعت، ان “الاعداد المسجلة والرسمية لدينا بلغت اكثر من 40 الف سائح دخل الى اربيل للاحتفال براس السنة الميلادية”.
وبعد انتهاء الاحتفالات التي شهدتها مختلف مناطق العاصمة بغداد، بمناسبة ليلة راس السنة الميلادية الجديدة، أكد قادة وضباط امنيون على عدم وجود اي خرق امني شاب تلك الاحتفالات، فيما افادوا بإعادة افتتاح جميع الطرق المغلقة.
وقالت مصادر امنية، ان "القوات الامنية اعادت فتح جميع الطرق المغلقة في العاصمة بغداد بعد الانتهاء من الاحتفالات التي استمرت حتى ساعات متأخرة"، مشيرة في الوقت ذاته الى "القبض على ١٠ اشخاص مخمورين كانوا يحاولون افتعال المشاكل، واثنين من المتحرشين بالعوائل المحتفلة ضمن وسط العاصمة".
وأكدت المصادر أن "الاحتفالات لم تشهد أي خروقات امنية، باستثناء بعض الاصابات الطفيفة، نتيجة الالعاب النارية"، فيما اوضحت أن "قوة امنية القت القبض على شخص واحد قام باطلاق العيارات النارية من سلاح مسدس ضمن منطقة الدورة، جنوبي العاصمة".
وبينت المصادر أن "تلك الاحتفالات مرت بسلاسة وانتهت دون اي خرق امني"، مشيرا الى "عودة الحياة الى طبيعتها في جميع مناطق بغداد".:
الى ذلك، أعلنت وزارة الصحة العراقية، وفاة شخص وإصابة 77 آخرين نتيجة الألعاب والعيارات النارية خلال الاحتفالات برأس السنة الميلادية في عموم العراق.
وقال بيان للوزارة، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "الحصيلة الأخيرة للألعاب النارية في العراق (ليلة رأس السنة) هي وفاة طفلة نتيجة طلق ناري، وإصابة 77 نتيجة الألعاب النارية".
وأضافت الوزارة، إن "الطفلة هاجر عباس المصابة توفيت قبل قليل في مستشفى مدينة الإمامين الكاظمين لإصابتها بطلق ناري في الرأس ليلة البارحة".