عبد الواحد الورد
ضيّف نادي الكتاب في محافظة كربلاء الأسبوع الماضي، الخبير الرياضي والإعلامي منعم جابر هادي، الذي تحدث في جلسة عن الواقع الرياضي في العراق ومراحل تطوره.
الجلسة التي حضرها جمع من المثقفين والأدباء والإعلاميين والمهتمين في الشأن الرياضي، أدارها الاستاذ نصير شنشول واستهلها بتقديم نبذة عن السيرتين الذاتية والمهنية للضيف، مشيرا إلى انه ولد عام 1950، وحصل في العام 1978 على شهادة البكالوريوس في كلية الادارة والاقتصاد بالجامعة المستنصرية.
وأضاف قائلا ان جابر أحب الرياضة منذ صغره، وبدأ بلعب كرة القدم وهو في سن مبكرة، وانه في العام 1967 انضم إلى "نادي الهواة" احد اندية الدرجة الاولى في بغداد، ثم انتقل الى "نادي البريد"، حتى مثل منتخب العراق المدرسي في الدورة العربية الرابعة، ومنتخب شباب العراق الذي لعب لصالحه بين عامي 1970 و1973.
وأشار شنشول إلى ان الضيف عمل في الصحافة منذ سبعينيات القرن الماضي، ونشط في العديد من المنظمات المدنية، وهو لا يزال يواصل عمله الصحفي، وله عمود صحفي في جريدة "طريق الشعب".
الخبير الرياضي والإعلامي منعم جابر، وفي معرض حديثه الذي خص به واقع الرياضة والنشاط الرياضي في العراق خلال الفترة الممتدة من عام 1915 حتى العام الجاري 2018، ذكر ان المرحلة الرياضية الأولى تبدأ من العام 1915 حتى عام 1932، وفيها كانت الرياضة عبارة عن هواية يزاولها الطلبة والعسكر.
وأضاف قائلا ان المرحلة الثانية من مراحل تطور الرياضة العراقية، تشمل الفترة من عام 1932 حتى العام 1969، موضحا انه في بداية هذه المرحلة تم إرسال اول بعثة رياضية من المعلمين والمدرسين الى مملكة السويد، لدراسة الالعاب السويدية، وان البنى التحتية الرياضية في العراق خلال تلك الفترة، كانت ضعيفة، وأول ملعب تم انشاؤه في ذلك الحين، هو "ملعب الكشافة" في بغداد، الذي ألقي فيه النشيد الوطني لأول مرة.
ولفت جابر الى ان المنظمات الرياضية الرسمية ظهرت في خمسينيات القرن الماضي، واستمرت حتى العام 1969، مشيرا إلى انه من خلال تلك المنظمات توسعت مشاركات الدولة في النشاط الرياضي العالمي، ووقتها حصل العراق على أول ميدالية نحاسية، من خلال الرباع عبد الواحد.
ثم تحدث عن المرحلة الثالثة الممتدة في الفترة بين عامي 1970 و2003، مبينا ان هذه المرحلة اتسمت بالتدخل الرسمي للسلطة في الجانب الرياضي، وإن الإعلام في تلك المرحلة صار يدعم الرياضة حتى نشطت. فيما كان حزب البعث يشترط على الرياضي أن يكون بعثيا.
أما المرحلة الأخيرة التي تحدث عنها الضيف، فهي تبدأ من العام 2003 حتى اليوم، مشيرا إلى ان هذه المرحلة شهدت فوضى عارمة لا ضابط لها ليس على مستوى الرياضة وحسب، بل في كل المجالات "حيث جرى تجميد القوانين رسميا من قبل الحاكم الامريكي بول بريمر، واعتبر الكثير من الدوائر الحكومية، منحلا، ومن بين تلك الدوائر اللجنة الأولمبية".
وأشار جابر إلى انه بعد 2003 تعرض القطاع الرياضي إلى الفساد، ما أثر على الأنشطة الرياضية، وبات قياس الأداء الرياضي عشوائيا، والدرجة التي تمنح للمتميز صارت بلا معنى "وقد ظهر الصراع واضحا بين اللجنة الاولمبية ووزارة الشباب".
وتابع قائلا انه بعد 2003 اخترقت الوسط الرياضي عناصر غير رياضية، وبات بإمكان اي فرد ان يدعي انه رياضي، ما أدى إلى تفشي المحسوبية في التعيين في المؤسسات الرياضية ومفاصلها.
واختتم جابر حديثه متطرقا الى المادة 36 من الدستور، التي تعطي الحق لأي مواطن في ممارسة الرياضة، على أن تقوم الدولة بتوفير لوازم ممارستها، مؤكدا أهمية دور الأندية الشعبية في الارتقاء بالحركة الرياضية، ومنتقدا في الوقت ذاته بعض الأندية التي فشلت نتيجة الخلافات الشخصية والحزبية على المناصب والمصالح.
وتخللت الجلسة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين.

عرض مقالات: