في الأسبوع الماضي وأثناء ذهابي إلى اتحاد أدباء البصرة في سيارة التاكسي أخذ السائق بالحديث عن الانتخابات وبطاقة الناخب قائلا : يوم أمس ذهبت إلى مكتب المفوضية لاستخراج بطاقات لي ولعائلتي وتحديث معلوماتنا . وبعد استلامي البطاقات وخروجي سمعت أحدهم ينادي عليَّ قائلاً : من فضلك عندي كلام معك !! وقفت بانتظاره فأقبل عليَّ قائلا : تبيع البطاقة بــ 750 ألف ؟! فأجبته : لماذا ؟! فقال : حتى لا تتعب وتروح للانتخابات وتحتار تنتخب مَنْ ، هناك واحد ( خَيِّر )وطيّب و(خوش ) إنسان يشتريها منك !! سألته : يعني يشتري صوتي ؟! أجاب : نعم ،، فقلت له : إذا الرجل خوش إنسان ليش يشتري أصوات الناس ؟! هي الناس تنتخبه ، فقال : يريد يضمنها من الآن !! فقلت له : أفضل له أن يضمن ضميره أولا ويجعل خدمة الناس والوطن أسمى من كل شيء !! سألت السائق : هل هذا موظف في المكتب؟!! قال :ــ لا .. شخص واقف قريبا من المكتب !!
خلال حديث السائق كنت أفكر بالوطن وإلى م َ ستؤول أموره إذا كان من يريد أن يرشح نفسه لخدمة الناس كما يقول يفكّر بضمان الأصوات بالمال ؟! أيعقل هذا ؟! أيعقل أن نفكر بفوزنا عن طريق شراء الذمم دون الرجوع إلى منطق العقل والضمير الحقيقي ؟!
إذا كان المرشح يبحث قبل كل شيء عن مصلحته الخاصة جدا، فكيف به سيخدم الناس ومصالحهم بعد فوزه ؟!
لهذا علينا أن نفكر وبحرص شديد وضمير حي بالعراق قبل كل شيء ،، وبالناس وخدمتهم وكيفية العمل على النهوض بالبناء والأعمار ؟!!
علينا أن نضع برنامجا ونعمل عليه بحرص وثقة وإخلاص، من خلال النهوض بقطاعات الصناعة والزراعة والتجارة وتحسين معيشة الناس، حيث صار المتسولون يملأون تقاطعات الشوارع والأسواق ، وأصبح الموظف في حال يرثى لها من خلال الاستقطاعات التي أنهكت راتبه ، والبحث عن آلية لتحسين وتطوير التعليم الذي أخذ بالتدهور بسبب ما آلت إليه أموره من تدني مستواه !!
علينا أن نفكّر بالمواطن والوطن قبل كل شيء ، وان لا نفكر بشراء أصوات الناس ، بل بتقّبلهم لنا وثقتهم بنا وذهابهم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب نزاهتنا وإخلاصنا ووفائنا وخدمتنا الحقيقية للشعب والوطن ؟!
علينا أن نكسب المواطن بعملنا ونقاء ضميرنا ونكران ذاتنا وسعينا الحقيقي لتحقيق ما يصبو إليه ؟!
علينا أن نفكر بحل أزمة السكن والبطالة وسوء الخدمات الصحية والكهرباء والماء الصالح للشرب والمجاري والشوارع والنظافة قبل كل شيء ؟!
لهذا لن نبيع أصواتنا بل سنعطيها لمن يستحقها عن جدارة ونزاهة وضمير !
ليس مجرد كلام.. لن أبيعَ صوتي ..!! / عبد السادة البصري
- التفاصيل
- oscar
- آعمدة طریق الشعب
- 2720