تمتلئ كتب التاريخ عندنا باكاذيب لا حصر لها، ونتداول بعضها على انها من المسلمات التي لا تقبل الدحض!

فشخصية عباس بن فرناس، الذي حاول الطيران! اختلقها المخيال العربي، وهي موجودة، وبأشكال مختلفة، في معظم الحضارات الأخرى ولكننا قبلنا بها كشخصية مسلّم بها واقمنا لها تمثالاً وساحة!

بينما حين نتصفح كتب التاريخ لا نجد لها سطرا واحدا يشير لمولدها أو لسيرة حياتها!

وإذا كانت شخصية عباس بن فرناس تندرج في قائمة " الأكاذيب البيضاء "، اي انها لا تؤثر في مجرى قراءة التاريخ، فان هناك شخصيات في التاريخ العربي والإسلامي لم تحظ بقراءة حقيقية أو لم تكشف كل جوانبها لنا. فمؤسس دار الحكمة امير المؤمنين المأمون، أقدم على قتل شقيقه  بشكل بشع، وقُدم له رأس أخيه على طبق من فضة دون أن يرف له جفن، وهذا ما يرويه لنا التاريخ موثقا في بعض كتبه.

أما الخليفة العباسي المقتدر فأقدم على ارتكاب أبشع جريمة بحق الأدب والفكر العربيين حين أوصى بإعدام الشاعر المتصوف الحسين بن المنصور، المعروف باسم الحلاج بطريقة بشعة وذلك في القرن الرابع الهجري وتحديدا في عام 922 ميلادي.

وما زلنا نبجل ونطبل لصلاح الدين الايوبي باعتباره فاتح القدس، ولكن لم نتوقف دقيقة عند جرائمه، وكان ابشعها اقدامه على قتل العالم والفقيه السهروردي بتهمة الزندقة والإلحاد، وبوشاية من بعض علماء الدين الحساد الذين كانوا يلتفون حوله. حيث كان السهروردي يشرف على تربية ابن صلاح الدين! علما ان الاخير لم يلتق بالضحية ولم يره ولم يناقشه، ومع هذا أصدر أوامره بتصفية العلامة السهروردي!

وفي زمننا المتشابك والمعقد أقدمت عصابة صدام حسين ( اضافة الى حروبه العبثية التي ما زلنا ندفع ثمنها ) وبتوجيه مباشر منه على تصفية العديد من الشخصيات العراقية من علماء وأدباء وكوادر فنية وعلمية وغيرها، والذين استشهدوا سواء في أقبية التعذيب ام في المقابر الجماعية، التي لا يمكن نكرانها او نسيانها!! دون أن ننسى الآلاف من العراقيين الذين هربوا من جحيم صدام مطلع الثمانينيات ومنهم من استشهد في معارك الدفاع عن بيروت والقضية الفلسطينية!

ومع أن كل العالم يعرف حق المعرفة جرائم صدام محليا وعربيا، فان بعض الإخوة العرب لم يترددوا في رفع صورته في الملعب الرياضي الذي جمع، مؤخرا، الفريق العراقي لكرة القدم مع نظيره الفلسطيني في رام الله !!

عرض مقالات: