لا توجد انتخابات، في كل أنحاء العالم، تحقق نتيجة مطلقة لهذا الطرف أو ذاك إلا تحت سقف الأنظمة الدكتاتورية، فتلك الأنظمة لا تعرف معنى المعارضة البرلمانية ولا تسمح بالمقاطعة، ونتيجة الرعب الذي يسري في عروق الناس، والذي تساهم مخابرات النظام باشاعته في أحيان كثيرة، يضطر المواطن، تحت هاجس الخوف، الى انتخاب الرئيس المرشح ( في بعض الانتخابات يكون المرشح بدون منافس او منافس شكلي، وهذا يعني لازم الرئيس يطلع الأول!).
وفي معظم الانتخابات، خاصة في العراق، تتحدث القوى المتنافسة عن " التغيير" والبحث عن الخلاص من المشاكل المتراكمة خلال فترة الحكومة السابقة، بالرغم من ان معظم هذه القوى المتنافسة مسؤولة بشكل مباشر عن الاهدار الكبير في قدرات وامكانات الوطن البشرية والمادية!
وفي كل العالم تحتفظ القوى المتضررة بحق التعبير عن رأيها في الشارع والمعامل والمؤسسات. أما "الاقلية" في هذا البرلمان او ذاك المجلس، فإنها تكون في موقع احترام وتقدير من قبل القوى الفائزة بالأغلبية.
اذكر هنا مثالا من فرنسا، حين تعرضت الى هجمات إرهابية، قام رئيس الجمهورية السابق "هولاند"، وهو اشتراكي، بدعوة الرئيس اليميني الأسبق، ساركوزي، إلى قصر الاليزيه، للتباحث معه حول إيجاد الحلول الناجعة للقضاء او لتحجيم الارهاب، بالرغم من إنهما، الاشتراكي هولاند واليميني ساركوزي، على طرفي نقيض فكريا واقتصاديا، لكن مصلحة البلد تقتضي لقاء كل من جعل من الوطن مشروعا ساميا لإرساء الناس على بر الأمان!
التنظير سهل، و" تسطير" البرامج أكثر سهولة، لكن الصعوبة تكمن في تنفيذ الوعود والبرامج التي قطعتها على نفسها الكتلة الفائزة، وهذا ما يصر عليه تحالف سائرون!
في هذا الاسبوع انتهت انتخابات نقابة الفنانين، فهل تستطيع الإدارة الجديدة، التي عليها احترام أصوات الاقلية، الايفاء بالتزاماتها ووعودها؟
نتمنى ذلك.

عرض مقالات: