العراق من الدول الغنية بمواردها الاقتصادية التي تمكنه من تنمية الإنتاج الزراعي ويعد الرز من المحاصيل الحبية الصيفية الرئيسة في البلد، اذ يحتل المرتبة الثانية بعد محصول القمح من حيث أهميته كغذاء، ويعتبر الرز من أهم المواد الغذائية الأساسية والأكثر ضرورة حيث يعتمد عليه الفرد العراقي في وجباته الغذائية اليومية، اما محافظتا القادسية والنجف فهما متقدمتان في زراعة الرز ( الشلب) وتليهما ميسان وذي قار وواسط وديالى، وعندما نذكر الشلب لابد لنا من ذكر أصنافه ومن اهمها انتشارا وديمومة هو (العنبر) فمنطقة المشخاب التي تقع في الجزء الجنوبي من محافظة النجف واحدة من أهم المناطق في الفرات الأوسط والعراق بشكل عام، والتي تتفرد هذه المنطقة بزراعة نوع العنبر الذي يكتسب شهرة عالمية نظرا لجودته وطيب مذاقه وقد قيل فيه شعرا
"لا تزرع زرع يم عنبر المشخــاب... أخاف اتغث جذوره ويزعل الطين "
لقد كان العراق منتجا لمحصول الرز بأنواعه وخاصة أيام الحصار في تسعينات القرن الماضي وبآلاف الأطنان، حتى حين تعرض البلد إلى أزمة مائية أيام النظام المقبور، والتي تفاقمت بعد التغيير عام 2003 ، وذلك لاسباب منها سوء الإدارة للموارد المائية وعدم إيجاد الحلول المناسبة لها، كأن تترك المياه تذهب إلى البحر، إضافة إلى عدم كري الأنهار بصورة مستمرة، ونسيان تبطين السواقي من اجل تقليل الهدر المائي، واهمال استخدام طرق الري الحديثة في الزراعة، حتى وصلنا اليوم الى الكارثة الحقيقية، حين أصدرت وزارة الموارد المائية وثيقة جاء فيها "بالنظر الى الوضع المائي الحرج الذي تعيشه البلاد نتيجة قلة التخزين المتاح في السدود والخزانات ولضرورة تأمين مياه الشرب هذا العام مع التأكيد على أن الخزين للموسم الشتوي المقبل، والذي يبدأ في 1/11/2018 سيشكل إحراجا بأن تكون السنة المائية المقبلة كسابقتها وللضرورات ترى الوزارة تقييد الخطة الزراعية الصيفية لعام 2018 بأن لا تشمل زراعة محصولي الشلب والذرة "
القرار الآنف الذكر سيعرض الآلاف من العوائل الفلاحية في المشخاب إلى الإفقار بسبب قلة مواردها المالية والتي تعتمد على زراعة الشلب وهي تقول وداعا شلب المشخاب.