تتسابق الدول المتحضرة في تهيئة الأجواء المناسبة لكبار السن والمتقاعدين، وتوفير احتياجاتهم، إلا في العراق. فالمعاناة والمتاعب تزداد يوما بعد آخر على عاتق هذه الشريحة.
وأبرز مثال على ذلك، الروتين المتعب الممل الذي تسير عليه دوائر الدولة في تمشية معاملات المتقاعدين.
اليوم، توقفت رواتب المتقاعدين من حاملي بطاقة “ماستر كار” مصرف الرشيد، وصار عليهم الحصول على بطاقة “ماستر كارد النخيل”. وخلال زيارتنا مقر “بطاقة النخيل”، الواقع مقابل الجامعة المستنصرية، لاحظنا وجود زخم كبير من المراجعين ينتظرون الحصول على رقم مركز صرف البطاقة، لوجود عدد من المراكز في المقر. وهنا عليهم دفع مبلغ عشرة آلاف دينار (من دون وصل استلام)، بعد أن كان المبلغ خمسة آلاف دينار!
وبعد أن يحصل المتقاعد على رقم المركز، عليه أن ينتظر فترة تصل إلى ثلاث ساعات أو أكثر، حتى يتسلم البطاقة الجديدة. ويكون الانتظار بين زخم كبير من المراجعين، ومن دون مراعاة شروط الوقاية من فيروس كورونا المنتشر.
المشكلة، أن كل هذه الإجراءات الإدارية، غير ضرورية، كون البطاقات معدة مسبقا ومعلوماتها مرسلة إلى المتقاعدين برسالة هاتفية!
وبعد هذه المعاناة، تفاجأ المتقاعدون بأن رواتبهم ناقصة 25 ألف دينار، يقال انها ذهبت رسما للبطاقة.
أن الفرق بين البطاقة السابقة والجديدة، هو أن الأولى كانت تعتمد على البصمة، أما الأخيرة فهي تعتمد على رقم سري، ما يتيح لأي شخص الاستيلاء عليها واستلام الراتب بدلا عن المتقاعد، ومن دون علمه!
نتساءل: طالما أن البطاقة السابقة كانت تفي بالغرض، لماذا تم استبدالها، وما الداعي من هذه المعاناة كلها!؟