ابدى النواب في الأيام القليلة الماضية حماسا جليّا ورغبة جامحة في اكمال الدوائر الانتخابية، التي كانت موضع خلاف وجدل بين الكتل السياسية المستقتلة لضمان حصصها في الانتخابات القادمة.
وكان لافتا ان يسهر النواب لاكمال القانون الذي فصلوه وفق مقاسات وحسابات الماكنات الانتخابية لكتلهم، التي رتبت حتى المراكز الانتخابية عن طريق النقل والالحاق. فهل سيقود هذا حقا الى انتخابات عادلة ونزيهة؟ وهل هذا ما طالب به المنتفضون؟
ان تبضيع الدوائر (جعلها بضاعة) على هذا النحو يشكل استهانة كبرى بدماء الشهداء وبتضحيات انتفاضة تشرين، وهو تكريس للطائفية والمناطقية والعناوين الفرعية على حساب المواطنة .
وبعد هذا يتساءل المواطن ونحن معه : لماذا لم يسخر النواب نصف حماسهم للدوائر التي تديم سلطتهم، ويكرسوه للقوانين والمشاريع التي تهم الناس وتخفف عنهم ضنك العيش وقسوة الحياة، وللكشف عن الفاسدين وقتلة المتظاهرين ؟
نعم، حماسهم لا مثيل له ..ولكن خدمةً لمصالحهم ونفوذهم وكتلهم المتنفذة، المصرة على مواصلة تقاسم الكعكة، والتي توافقت أخيرا على ذلك!

عرض مقالات: