منذ عام وصورتك تعلو المكان، معلنةً احتجاجها وانتفاضتها على الفساد والخراب الذي حلّ بالوطن!

منذ عام وأنت تهتف: باطل!

منذ عام وأنت ترافق الجموع الهادرة بصوتها، والمنشدة للوطن، الباحثة عن وطنٍ خالٍ من الشوائب!

منذ عام وأنت كما أنت، تتقدم الطلّاب والعمّال والفلّاحين وقبلهم الأدباء والفنانين وعموم المثقفين والإعلاميين هاتفاً: جمعتنا جمعه يحسين، الفاسد نطلعه يحسين!

منذ عام والخيمة لم تنحنِ للريح والمطر والعواصف أبداً، حتى الثلج الذي نزل على بغداد لأول مرة لم يؤثر فيها، لأنك تسندها بروحك!

منذ عام والانتفاضة مستمرة رغم الجائحة والنائحة والرصاص الحي والمطاطي والمسيّل للدموع والهراوات والسكاكين والأيادي الغادرة!

منذ عام والبصرة تهتف للوطن في ساحة البحرية، تجيبها ساحة الحبوبي في الناصرية، وتردد معهما النجف وكربلاء وبابل والديوانية والكوت والسماوة وبعقوبة التي تعشقها، لتلتقي الهتافات في ساحة التحرير محلّقة مع حمامات فائق حسن، تنشد للحرية!

منذ عام وأرواح الشهداء عصافير ترفرف بأجنحتها على أعمدة الخيام وساريات البيارق والأعلام واللافتات، لترسم صورة وطن يسكن حدقات العيون وشغاف القلوب!

منذ عام وصفاء وعمر وحيدر وأحمد وعلى وعباس وبنيامين وقوافل من حمامات السلام تطير هنا وهناك في ساحات التظاهر، لتزيح الغبار والدخان والصدأ عن وجه الوطن!

صورتك صرخة ضمير حيّ عرف معنى الحرية وحب الوطن والناس، والخيمة البيت الذي ستعمّره القلوب، وعمودها القرابين التي رسمت لوحة عشقٍ لا مثيل لها، والصدى صوت ضمير الناس التوّاقة للسلام والخير والمحبة والإصلاح!

قبل يومين ونحن نستعيد الذكرى الأولى للانتفاضة الجبّارة اجتمعنا عند صورتك لننشد جميعاً: حيّ على العراق!

أتدري يا صاحبي الأحب، أن صورتك أضحت عنوان صرختنا، والمؤشر الحقيقي على تعاضدنا وتآزرنا، ووقوفنا بوجه الظلم والفساد لنعيد للوطن هيبته، ونمسح عنه غبار الضيم والضياع والمحن!

إنها خيمة الأدباء التي تنبض قلوبهم بحب الناس جميعا، والمعجونين بتربة هذا الوطن. مهما اكفهرّت الأيام وادلهمّت الخطوب والليالي .. ستظل صورتك معنا منتفضةً يا إبراهيم .. وسنظل نردد صيحتك الأثيرة في وجوه الفاسدين: بااااااااطل !