ونحن هذه الايام في لحظة تاريخية يكبر فيها الأمل في ان نضع بلدنا على السكة الصحيحة ونبدأ عملية جادة للتغيير والإصلاح الشامل ، ترتفع الأصوات النشاز ذاتها المعروفة بعدائها لكل ما هو خيّر وصالح ووطني صادق في مجتمعنا. وهي وان تشدقّت قولا بالحرص على الوطن وعلى رفاه شعبه فإنها تعمل ليلا ونهارا عكس ما تقول تماما .
وينصب حقد جوقاتها المعروفة الأهداف والمرامي على تحالف " سائرون " والحزب الشيوعي العراقي كأحد أطرافه ، ساعية الى تهييج الحساسيات والهواجس وطرح الأسئلة المفتعلة، التي لا يفهم منها الا انها تعمل على اثارة الشكوك والضبابية حول تحالف سائرون، وحول الجدوى منه طالما هو يضم أطرافا متباينة في منطلقاتها وتوجهاتها الفكرية !
لكن ما يعتبره هؤلاء المرجفون مثلبة لتحالف سائرون، يحسب في الواقع له وليس عليه. فقد تسامت أطراف سائرون على كل ما هو صغير وثانوي، وانطلقت من فضاء الوطن الواسع وحاجات الشعب وخاصة فقرائه وكادحيه. ويحسب لها انها قدمت المشتركات، وهي كثيرة وتغطي مرحلة زمنية طويلة نسبيا، على ما يختلفون عليه ، مؤكدة ان الاولوية بالنسبة لها هي المواطن والوطن. فهما المعيار الذي تقاس وفقا له المواقف المعلنة والعملية، بعيدا عن الذات المتضخمة والمصالح الشخصية والكسب الحرام والاثراء الفاحش مقابل فقر غالبية أبناء الشعب، الذين يعانون من الثالوث المُهلك: الفقر والجهل والمرض .
نعم، "سائرون" بما يملك من برنامج ومن رصيد لمرشحيه، يشكل عقبة كأداء امام مسعى البعض لادامة سلطته ونهبه وتحكمه. ومنذ البداية كان جليا ان هذا البعض لن يتورع عن اللجوء الى كل الأساليب الدنيئة والخبيثة، للحفاظ على كرسي السلطة بما يدره من مال وجاه ونفوذ. وانه سيسخر في هذه المهمة غير النبيلة كل أمكاناته، بما فيها أموال السحت الحرام ، خصوصا وان تحالف "سائرون" وضع الأصبع على أس البلايا والازمات، مؤكدا سعيه للبدء اولا باصلاح الدولة وتخليصها من المحاصصة المقيتة، والعمل على إقامة دولة المواطنة التي توفر فرصا متكافئة لجميع العراقيين، الى جانب الرفض المطلق للفاشلين والفاسدين والكذابين .
وكبير ايضا هو اليقين من ان استعانة البعض بالترسانة النتنة من الاكاذيب والفبركات ودسائس المخابرات والاجهزة الأمنية للانظمة المقبورة التي تسلطت على بلدنا، ومثلها الخارجية ، تثير نفور الناس غير المعنيين كثيرا بما حصل قبل خمسين وستين عاما وحتى اكثر، فيما هم يعيشون الواقع الماساوي بكل تفاصيله اليومية.
ان المتنفذين وهم يعجزون عن الإجابة على أسئلة الراهن، يلجؤون مع من جندوهم وأغدقوا عليهم الى تلك الأوراق البائسة، التي اكل الدهر عليها وشرب .
نعم، المتنفذون في ورطة وحيرة وحيص بيص، لا يعرفون ماذا يقولون للناس التي عرَّت مواقفهم حد النخاع، وما عادت تطيق مجرد سماع اسمائهم التي اصبحت عناوين كبيرة للفشل والفساد وسوء إدارة البلد والمال العام. ولهؤلاء نقول: لا تهربوا الى التاريخ، فهو قد كتب كما كتب، والشيوعيون يمتلكون الشجاعة والجرأة على ان يقولوا ما لهم وهو كثير وناصع، وما عليهم بهدف تدقيقه وتصحيحه، ان كان هناك ما يستوجب ذلك.
تعالوا الى الحاضر ان كان عندكم ما تقولونه للناس، الذين يوجهون أسئلتهم الحارقة لتلاحقكم وتقض مضاجعكم ، فيما يُستقبل المرشحون الشيوعيون بود واحترام .
ولأن اليقين يكبر من ان لا أمل في هؤلاء الذين جُربوا مرات، فلم يعد ثمة رجاء في ان يقدموا حلولا أو يكونوا جزءا من الحل ، فان الأمل معقود على زحف الناس افواجا لتقول كلمتها الفصل: "نعم للتغيير .. نعم للإصلاح" في انتفاضة بنفسجية سلمية ديمقراطية .