قدمت الحكومة أخيراً ما أسمته “الورقة البيضاء”، التي تتضمن معالجات للازمة الاقتصادية في البلاد.
وجاءت الورقة في وقت تعجز فيه الحكومة عن دفع رواتب الموظفين، بسبب النقص في إيرادات الدولة ارتباطا بانخفاض أسعار النفط، والتضخم الكبير في النفقات التشغيلية.
وبغض النظر عما تحتويه الورقة من رؤى ومعالجات، وعما صدر حولها من تصريحات أولية تنتقد هنا وتصوب هناك.. فان اوضاع اقتصادنا اليوم تستدعي وقفة جادة، وإن جاءت متأخرة.
ويمكن اعتبار الورقة مسودة قابلة لنقاش واسع غير محصور في غرف القرار، ذلك انها في حال تطبيق اجنداتها ستتأثر شرائح واسعة من العراقيين بها سلبا او إيجابا.
من جانب آخر، يقول المسؤولون أن الورقة تطرح معالجات تحتاج الى 3–5 سنوات. فكيف ستنفذ الحكومة التي حددت عمرها بعام واحد أو اكثر قليلاً، أجندات هذه الورقة؟
وهل ان المؤسسة الرسمية العراقية تمتلك ثقافة العمل المتتابع؟ أم إن كل حكومة جديدة - مثلما نرى بالعين المجردة - تلغي ما جاءت به سابقتها.. وتبدأ من جديد؟!

عرض مقالات: