هل نحن حقا دولة برلمانية؟

الدستور ينص على ذلك. وفي “المنطقة الخضراء” ببغداد مبنى كتب عليه “مجلس النواب العراقي”. وهناك نحو 330 مواطنا عراقيا يتسلمون رواتب مليونية من وزارة المالية، لقاء تمثيلهم الشعب في هذا المجلس.

هناك اذن ما يؤشر كون نظامنا برلمانيا.

ولكن هل هو كذلك؟ فاذا كان بالفعل، فلماذا لا نكاد نرى أثرا للبرلمان في حياتنا المتزايدة صعوبة وقسوة منذ شهور، ارتباطا بكورونا والاصابات والوفيات والغلق والشحة والمعاناة والمحنة الجماهيرية المتفاقمة، وارتباطا بأزمة اسعار النفط وتاليا ازمة المال والاقتصاد والمعيشة والرواتب والاجور والخدمات والبطالة والهبوط المليوني المتعاظم تحت مستوى خط الفقر، وارتباطا باستمرار القمع والعسف والبطش بالمتظاهرين والمحتجين المطالبين بالحقوق المصادرة، واغتيال وخطف وتغييب الناشطين والمناضلين؟

في غمرة مصائب العراقيين واستحالة حياتهم جحيما، كيف غاب البرلمان؟

يقال انه موجود وقد اجتمع قبل شهر. لكنه كان غائبا طوال شهور، ثم اختفى وليس ما يؤشر قرب ظهوره مجددا.

تشكل البرلمانات لتشق امام شعوبها طريق تجاوز الصعوبات والمعضلات والمآزق، والعبور السلس نحو المستقبل، فهل برلماننا الغائب في خضم محننا اليوم من تلك البرلمانات؟

وهل هو عائد من غيبته؟

عرض مقالات: