من الواضح ان هناك بريقاً في الافق تجسد بانتفاضة تختلف عن سابقاتها في الاصرار ميّزتها المشاركة النسوية الواضحة، التي كثيراً ما رفعت من زخم الاحتجاج و ديموته فبعد هذا الكبت السياسي والاجتماعي الذي تراكم طيلة سنوات الظلم تولد في الكفة الاخرى وعي سياسي نسوي واسع ساعد الى حد كبير في دعم المنتفضين الرجال بداعي المساواة في المصير من اجل الوطن والحرية والعدالة الاجتماعية.
ان هذه المشاركة النسوية المميزة اصبحت ايقونة التظاهرات، وان الصفة التي تميزها هي الاشتراك الدائم، لا المقتصر على اوقات صباحية معينة. فلم يعد الليل والقتل والخطف والمليشيات لكون ان المطلب هو وطن يحفظ لهن كرامة العيش. كذلك ان الميزة الاخرى هي المشاركة الفاعلة في كل المحافظات المحتجة خصوصاً الجنوبية بالرغم من الاعراف الاجتماعية المقيدة.
لا شك ان القمع هو محرك الانتفاضة حيث ان عند تزايد القمع الفاشي للمحتجات والمحتجين تجد ان هذا العنف يقابل بكراديس من اللواتي خرجن لأجل قضية وطن، ومن الشباب الذين ارهقهم العوز والبطالة واستهتار المليشيات المسلحة، وان النتائج والمخرجات التي عكستها هذه الانتفاضة هي توحد الجنسين بالمطالب الوطنية، وان هذه المطالب لا تقتصر في المداعاة بها على الرجال، كما عهدناها في السابق، والتي كانت الطابع الاعم هي الذكورية ولفيف من النساء، لذلك ان النساء اليوم هن شريك حقيقي واساسي اخذن بعض المهام بالاتفاق في سوح الاحتجاج، منها قيادة التجمعات والهتاف واعداد الطعام واسعاف الجرحى، ما ادى الى وقوعهن شهيدات البحث عن الحرية والخبز والكرامة والمساواة.
بنظرة عن كثب في تاريخ الانسان، تجد ان الشعوب هي من اخرجت نفسها من سطوة الطغاة وان الانتفاضات والثورات هي اعراس الفقراء، وان تجارب الشعوب ولدت لشعبنا قناعة بأن بناء الوطن يحتاج الى رفض وثورة من كلا الجنسين، لكونهما يعيشان سوياً فيه، لذلك لن تنتكس ثورة عمودها امرأة وشراعها وطن.