لا يختلف اثنان على ان مهنة الطب مهنة نبيلة وانسانية، أساسها الرحمة والعطف والحرص والأمانة ومن يزاولها لابد من ان يتحلى بالأخلاق العالية، لتعلق الامر بحياة الناس والتخفيف من اوجاعهم وآلامهم.
اعتقد، وللأسف الشديد، ان اعداد الأطباء الذين يتحلون بالصفة الانسانية للمهنة في تناقص، فيما أصبح العديد منهم تجار مهنة، اذ يستغلون حاجات المرضى الماسة للتطبيب والعلاج، ويتقصدون رفع اسعار الكشف الطبي بشكل غير معقول، بحيث لا يستطيع العديد من ذوي الدخل المحدود تأمينها، كما يجبرون المريض على اجراء العملية الجراحية في المستشفى الاهلي بحجة الدقة ونسب النجاح العالية المفقودة في المستشفى الحكومي، وطبعا العملية تكلف مبالغ باهظة جدا، لهذا يضطر البعض من المرضى الى الاقتراض والاستدانة بغية انقاذ حياته واجرائها في الاهلي حسب توجيهات الطبيب.
ومن الأساليب التي يتبعها بعض الاطباء هو عدم الاكتراث والتململ والعبوس من الحالات المرضية التي تراجع المستشفى الحكومي، اما في العيادة الخاصة فيكون شخصا اخر وودودا ولطيفا، ولهذا يجبر العديد من المرضى على مراجعته في عياداته الخاصة لغرض العناية الطبية والانسانية الافضــل...
وعن الاتفاقات التجارية المبرمة مع اصحاب الصيدليات القريبة من مكان العيادة الطبية الخاصة، لا تحتاج السؤال، بل هناك صيدليات تعود ملكيتها للطبيب نفسه او أحد اقربائه، والمريض يفترض به شراء العلاج من الصيدلية المؤشر عليها في الكشفية وبأثمان باهظة جدا مقارنة مع أسعار الصيدليات الاخرى، والاجابة عن سؤال لما هذه الصيدلية دون غيرها، لان الادوية التي تتوفر في الصيدلية من منشئ عالمي معتمد ورصين وموصى به!
ويعاني قسم كبير من المواطنين الذين يراجعون الاطباء الاخصائيين، ارتفاع اجور التحليليات المختبرية والفحص بالأشعة والسونار ..الخ، وبلا شك فإن التحاليل تكون حسب توجيهات الطبيب ومؤشر عليها المختبر المعني بإجرائها، وكل هذه التفاهمات بين بعض الاطباء واصحاب الصيدليات والمختبرات الطبية من اجل كسب المزيد من الارباح المالية ليس الا .
ان وجود مثل هذه الصفقات غير المشروعة بين اصحاب المهن الانسانية تتنافى مع اخلاقيات المهنة قبل كل شيء، وتؤدي الى فقدان الثقة بين الطبيب ومريضه، وبالتالي عدم الوثوق بتشخيصاته الطبية المبنية على اساس الجشع والربح المالي، وبالتأكيد المتضرر الاول والاخير هو المواطن البسيط.
لذا نناشد نقابة الاطباء والصيادلة والجهات الحكومية المعنية اتخاذ الاجراءات للحد من ظاهرة جشع بعض الاطباء وسماسرة الطب، وتحديد اسعار أجرة الكشف والادوية والتحليل المختبري، بغية التخفيف عن كاهل المواطن المثقل بهموم الظروف الاقتصادية الصعبة.
واؤكد اخيرا ان الموضوع لا يخص كل الاطباء فهناك اطباء يستحقون كل الثناء والاحترام نتأمل من البقية الباقية ان يحذون حذوهم في الرقي الانساني.

عرض مقالات: