بيّنت الاحصائية الجديدة لوزارة التخطيط في شأن معدلات الفقر في البلاد ان الفقر المدقع يعصف باربع محافظات جنوبية، وان حوالي نصف سكانها يئنون تحت وطأته الساحقة.

 ففي محافظة المثنى زادت نسبة من هم تحت خط الفقر على ٥٢ في المائة من مجموع السكان، وفِي الديوانية بلغت النسبة ٤٨ في المائة، وفِي ميسان ٤٥ في المائة، فيما وصلت في ذي قار الى ٤٤في المائة.

هذا البؤس المستفحل في المحافظات الأربع المذكورة هو - كما لا يخفى على احد - ما يكمن وراء خروج الناس فيها ساخطين ومتظاهرين احتجاجا ومطالبين برفع الظلم وبالعدالة.

ونتذكر هنا ان الحكومة أطلقت الاستراتيجية الوطنية لخفض الفقر في السنوات ٢٠١٨-٢٠٢٢ الى نسبة ١٦ في المائة كمعدل عام، وتلك نسبة مرتفعة نسبيا هي الاخرى قياسا الى ما يتوفر عليه البلد من إمكانات وثروات. ومع ذلك بقيت النسبة عالية وأغلب الظن انها اعلى  مما أظهره المسح الذي قامت به الوزارة .

واضح ان نسب الفقر هي في احسن الاحوال باقية على حالها رغم المشاريع والخطط الاستراتيجية لخفضها، ورغم تحسن موارد العراق من النفط. 

انها مفارقة تستدعي التوقف، خاصة بعد انكفاء خطر الاٍرهاب، أليس كذلك؟

عرض مقالات: