اليوم تحولت الرياضة والبطولات الرياضية الى صناعة وعمل علمي يتخصص بها مفكرون مجتهدون وليست عملا فوضوياً يعتمد على الارتجال والحظ، ولم تعد وسيلة للهو واللعب واشغال الفراغ بل صارت وسيلة للتنمية والصحة فضلا عن تحقيق الإنجازات ورفع سمعة الوطن في المحافل الدولية.

الا ان الملاحظ هو بقاء رياضتنا على حالها دون تقدم ولا ارتقاء وكأننا نعيش في خمسينيات القرن الماضي بينما دول الجوار والمنطقة وبقية بلدان العالم انطلقت لواقع جديد وعوالم حديثة بتجارب علمية أدخلت فيها العلوم والتكنولوجيا. الا اننا ما زلنا نسير سير السلحفاة، ولا بد لنا من التعلم من تجارب الآخرين.

 وعلى الرغم من انفتاح القطاع الرياضي على أفكار عالم الاستثمار الا ان قادة المؤسسات الرياضية أحجموا عن فكرة الاستثمار بشكلها العلمي والعملي وقبلوا بفكرة الاكتفاء بتجارب استثمارية لا تخدم الرياضة ولا تطورها. يعني إمكانية إقامة مسابح في منتديات الشباب او الأندية الرياضية وقاعات للقوة البدنية او ملاعب للتنس وحتى ملاعب لكرة القدم او السلة والطائرة وغيرها، لكن وزارة الشباب والرياضة بدأت تفكر بالاستثمار في الأندية الرياضية ومنتديات الشباب ان وجدت فضاءات لاستثمارها في بناية مول او ساحة لوقوف السيارات او محلات تجارية، بينما الحال تتطلب ان تؤسس كل ما يمت للرياضة وفعالياتها بصلة، وبالتالي تؤسس مشروعا رياضيا لغرض التكامل مع المؤسسة المعنية بما يخدم الرياضة وأهدافها.

يا سادتي في وزارة الشباب والرياضة نأمل ان تهتموا بالجانب الشبابي وتبنوا واقعا شبابيا متطورا يؤسس لقاعدة وطنية رصينة ويسهم في تأسيس جيل متفاعل ومسهم في رياضة الوطن، وان تكون لكم مساهمات إيجابية في قطاع الشباب ونهضته.

اما دوركم في الاستثمار فيتطلب منكم المساهمة العلمية والمعرفية في هذا المجال الحيوي من خلال خبراتكم ومعارفكم ورفد الساحة الشبابية باصول الاستثمار وايجابياته وعلومه بما يخدم قطاع الشباب وان لا يكون هدفكم الكسب المادي فقط والسعي الى إفادة اشخاص معينين على حساب الوطن وشبابه.

املنا ان تشغل تجارب الاستثمار مجالا واسعا وكبيرا يحقق النجاح والتقدم في قطاع الشباب وليس لجهة على حساب الوطن.

عرض مقالات: