لم تنجح القوى المتضررة من انتفاضة تشرين في القضاء عليها لكنها تواصل سعيها للنيل من شخوصها وتفتش عن الانزلاقات بين افرادها وتكافح من أجل تغذية الفرقة بين صفوف المنتفضين.

مؤخراً، سعت قوى الفساد والخراب الى إيهام الناس ضمن مساعي الانقضاض على الانتفاضة وحرف مسارها السليم، الى افتعال صراع غير صحيح من الناحية الواقعية، استناداً الى مواقف محدودة من بعض افراد التيار الصدري او نشطاء الانتفاضة. انه فخ يفترض عدم الوقوع به.

اقول ذلك والسؤال المطروح هو *هل نحن الآن بحاجة الى صراع مفتعل* والانتفاضة في اوج اتقادها ولم تصل بعد الى تحقيق اهدافها؟

ان الجمهور المتضرر من نظام المحاصصة، وفي المقدمة منهم الشباب المنتفض ومن بينهم جمهور التيار الصدري القاعدي الواسع، *ليسوا على خلاف في الساحة على مطلب تغيير نظام المحاصصة والإتيان بحكومة وبرلمان يعملان على توفير عيش كريم للجميع والمساواة والعدالة بين ابناء الشعب وخاصة من الكادحين والمهمشين والفقراء.*

هذا الأمر يشدد على ضرورة وحدة الموقف والكلمة والهدف والشعار، فليس من صالح المنتفضين على اختلاف توجهاتهم الفكرية والعقائدية وحتى الدينية والمذهبية، ان يمس احدهم معتقد الآخر. وفي ذلك إنصاف للجميع.

ومن تجربة احتجاجات ٢٠١٥ لم أجد ما يفرّق عندما تم الاتفاق على هدف معين، بل ان اي *صراع فكري ايديولوجي لم يطرح حينها الا من قبل ابواق القوى المناوئة لحركة الاحتجاج الإصلاحية. فمن يعمل اذاً لتأجيج هذا الصراع المضر؟*

من المؤكد إن هناك اختراقات معينة لصفوف *المنتفضين لمحاولة جرهم الى شعارات وأفعال تمس سلمية الانتفاضة* وأهدافها من خلال افعال عدائية مستنكرة.

نعم بعض المواقف تغيرت، فيما ذهب البعض من *المتشددين في التيار الصدري الى التشدد وتوتير الاجواء*، فهل يصح الافتراق في هذا الوقت وقوى الفساد والمحاصصة، تريد لملمة صفوفها وشتاتها من جديد، من اجل وأد الانتفاضة، وفي اسوأ الاحوال بالنسبة لهم الالتفاف على مطالبها؟.

الصحيح والسليم ان *نواصل السير معاً لتحقيق الاهداف المشتركة* الى ان نصل ببلدنا الى مصاف الدول التي تحترم حرية المعتقد والتعبير، وهذا لا يعني عدم وجود تمايزات واختلافات، لكن الرؤى المختلفة محترمة، شرط ان لا تشغل ساحات الاحتجاج والاعتصام بها، فما زالت الحاجة ماسة الى تأمين اوسع اصطفاف شعبي وطني بعيداً عن افتعال الاختلاف والتمايز.

ليكن هدفنا سوياً انتصار قضية الشعب وفقرائه.

عرض مقالات: