صور جميلة زرعها شبيبة الانتفاضة التشرينية التي نقلت العراقيين من موقع الى مواقع جديدة، حيث صنعوا لنا وبحق تاريخاً ناصعاً نفخر به، فلا مكان للسلبية او الوقوف متفرجاً على التل والقول (آني شعليه).
الكل مسؤول عن الوطن وما يحدث فيه. شبابنا جميعا رفعوا الصوت عالياً (نريد وطن..) وطن لا مكان فيه للطائفية والمحاصصة والمناطقية وغيرها من الهويات الفرعية. نعم، نحن عراقيون ونفخر بعراقيتنا.
لقد تسنى لي مشاهدة صور رائعة من أبناء وطني في ساحة التحرير او نقلها لي من ساحات الاعتصام الأصدقاء والثوار، وقد أثارت في نفسي الآمال الكبيرة بغد مشرق وسعيد.
في تلك الساحات احتشد عشرات الآلاف من الجماهير، وفي مثل هذه الحالات تحصل احتكاكات وتدافع، الا ان الذي شاهدته من قيم عالية وتصرفات حكيمة واعتذارات تعكس حبا وتقديرا بكلمات وعبارات ودية مثل (اسمحلي.. من رخصتك.. آسف.. تفضل.. بلا زحمة.. وغيرها من الكلمات المهذبة). وقد تردد الكثير من هذه المفردات في شوارع بغداد المزدحمة كالاعظمية والكرادة والمنصور.
قال صاحبي: ليس هذا فقط. وانما هناك اعمال يقوم بها الشباب ترفع الراس. قلت له كيف؟ قال: شاهدت حملات التنظيف للساحات وقد اشترك فيها المئات، هذا ينظف وتلك تحمل كيساً للنفايات، ومنهم من عمل على ادامة الأرصفة وتصليح التالف منها وتجميلها باللوحات التي تمجد العراق الصامد والشهداء الخالدين.
وحدثني احد أبناء محافظة بابل قائلاً: ان الثوار في المحافظة وجدوا مدرسة فيها عيوب ونواقص كثيرة، فتزاحموا ليصلحوا ما يمكن إصلاحه وصبغوا الصفوف والجدران وزينوا بعضها باللوحات والرسوم. وفي البصرة احتشد الشباب لاصلاح الساحات الواقعة بالقرب من قيادة القوة البحرية وساحة الباخرة. فما اجمل هذه الهمة.
قال صاحبي: هل تتذكر الانتفاضة الشعبية التي قادها الاشقاء المصريون؟ لقد حصلت في تلك الانتفاضة الكبيرة بعض الهفوات واشكال معينة من التحرش. اما عندنا في العراق فقد لعبت الفتاة دورا متميزا وبشجاعة عالية لان شقيقها الشاب قدر مسؤولية هذا الدور وأهمية ان تساهم المرأة بحرية، لتعطي نموذجا صادقا مع زميلها الذي آمن بدورها. واضاف: البعض يقول ان المرأة (عورة). اجبته: ان كان البعض يجد في المرأة (عورة) فانها بالنسبة لنا ثورة.
نعم، لقد تحققت اهداف عظيمة وترسخت مبادئ كبيرة نتيجة لهذه الانتفاضة الجماهيرية العارمة، وايقظت فينا طاقات وقابليات وطنية عالية.
فألف تحية للشبيبة الثائرة التي قدمت دروساً وعبراً للوطن.

عرض مقالات: