كتب في هذا العمود بتاريخ 7 حزيران 2007 ما يلي:
دار دور دار دور من سخريات القدر ان اول كلمة تعلمناها في المدارس هي كلمة دار دور وتعلمها كذلك أولادنا ونحن لا نملك لا داراً ولا دوراً فهل كتب علينا نحن المظلومين في الأرض العراقية ان نبقى محرومين من امتلاك اصغر وحدة سكنية كافية وان نبقى نعاني أزمة سكن خانقة ونحن اصلاً مخنوقون بازمات أخرى كثيرة. لقد وزع النظام السابق ما يقارب نصف مليون قطعة ارض سكنية على ضباط الجيش العراقي ومنتسبي الأجهزة الأمنية وبفترة قياسية لم تتجاوز عدة اشهر عندما اقتضت مصلحة النظام ذلك فكم ارض سكنية وزعت على الطبقات المسحوقة بعد سقوط النظام التي تعاني أزمة سكن خانقة؟ كان من الممكن بدلاً من هذه المؤتمرات والندوات والايفادات الى خارج العراق والتي لا طائل من ورائها فرز قطع صغيرة لا تتجاوز مساحتها (200م2) وتوزيعها على ذوي الدخل المحدود للحد ولو بشكل جزئي من الازمة وهو اجراء لا يكلف الدولة مبالغ طائلة.
لقد دخل الشهيد عبدالكريم قاسم الى قلوب المواطنين ولم يغادرها اطلاقاً لانه دخل من دورهم التي وفرها لهم الى قلوبهم نعم من دخل من دار دور فمن أي باب ستدخلون انتم الى قلوب المواطنين ان كنتم اصلاً لا تفكرون بالدخول اليها؟
هذا ما كتب في هذا العمود بتاريخ 7 حزيران 2007 ولكن وآه من ولكن لم يفكر احد من المسؤولين منذ سقوط النظام السابق وحتى هذه اللحظة بدخول قلوب المواطنين فلقد جرى الحديث كثيراً عن مشاريع لبناء مجمعات سكنية عديدة في بغداد وبقية المحافظات ولكن اغلب تلك المشاريع لم تجد طريقها الى ارض الواقع بل كان الإعلان عنها للاستهلاك المحلي ومجرد كلام وبقيت أزمة السكن تراوح في مكانها بل تحولت الى كارثة سكن.
ان ازمة السكن الخانقة ستبقى وصمة عار في جبين القوى السياسية المتنفذة ما لم تعمل على حلها حلاً جذرياً عن طريق وضع خطط علمية وعملية وبتوقيتات زمنية معلنة وتخصيص الأموال اللازمة لتنفيذ الخطط وليس العمل والصراع بلا حدود من اجل الحصول على السلطة والجاه والنفوذ والمال.