يضم العراق بتكوينه الكثير من القوميات والتي تشكل تلاوينه المتعددة، هذه الفسيفساء العراقية أسهمت في مختلف توجهاتها بالعمل الوطني وشارك كل منهم بقدر طاقته في الدفاع عن العراق والعمل على إنمائه وتقدمه.
ومن ضمن أنواع الفسيفساء هم "الغجر" الذين تعددت أسماؤهم وتنوعت قومياتهم، في العراق يطلق عليهم (الكاولية) فيما يطلق عليهم (النًور) و(الغجر) في بلاد الشام ومصر وإيران، و(الزط) في العصور العربية القديمة ولهم أسماء أخرى تطلق عليهم في مختلف دول العالم منها، الفلاكس والروما والدومر والكراتشي وغيرها من الأسماء.
وقد لاقى الغجر عبر التاريخ الكثير من الازدراء والتهميش، بسبب ما يقومون به من أعمال قد لا تتلاءم مع عادات وتقاليد بعض الشعوب، فهم لا يستقرون في مكان ويتنقلون من مدينة إلى أخرى ويمارسون أعمالا اختصوا بها كصناعة الاسنان وعمل الخناجر والتسول، وآخرون يمتهون الغناء واحياء الأفراح في المناسبات المختلفة، فيما هناك بعض منهم يمارسون البغاء. ولهذه الأسباب عمدت الحكومات العراقية السابقة إلى انشاء مجمعات سكنية لهم بعيدة عن المدن المأهولة بالسكان، لكن بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق هدمت أحياؤهم وتبدد شملهم فانتشروا في مختلف المدن العراقية، ومارسوا أعمالا مختلفة واندمجوا في المجتمعات بعد أن تناسوا ما كانوا عليه فيما لا يزال بعضهم يمارس اعماله بحذر وسرية.
يذكر ان الحكومة العراقية السابقة منحتهم الجنسية العراقية وأخضعوا للتجنيد الالزامي، وغيرها، حتى ان بعضهم تناسوا أصلهم وفصلهم، اليوم يطالب هؤلاء بمنحهم الجنسية العراقية أسوة بالآخرين لأنهم عاشوا مئات السنين في العراق، وقد أصدرت وزارة الداخلية العراقية قرارا بمنحهم البطاقة الوطنية وهي خطوة نحو الأمام وتنسجم مع القوانين النافذة والدستور العراقي ومبادئ حقوق الانسان.
قاطعني سوادي الناطور قائلا: أدرى هو الصارله مية سنة بالعراق غير عراقي قابل يرادلها حساب وكتاب، وكل لشه معلـﮔـه بكراعها، واذا عدهم شغلات مو زينه تره هاي الشغلات غيرهم يسوي أتعس منها، ﭽـا حجي حمزة مو أتعس منهم، والعلمك الكاولية ﭽانوا يحترمون التقاليد وﭽانوا بعاشور وصفر يعزلون ويعيفون شغلهم، ويصيرون حالهم حال العراقيين حتى يسوون عزيات، وأتذكر بوكت الانكليز بوره كتلة غازي ﭽانت الكاولية تغني:
اگعد يا غازي وشوف طبوا وطنه
سوجر وگرگه وسيخ ما هم مثلنه
وهسه أهواي باعوا الوطن ويدافعون عن النهبوا وطنهم ودمروا بلدهم، وتريد الصدﮔ كاولي وطني أحسن من ألف باعوا وطنهم للغريب!!!