لم تبق إلا أيام معدودة ويبدأ " ماراتون " التغيير في المناصب الإدارية بالدولة العراقية، وتحديدا الدرجات الخاصة المشغولة بالوكالة، من مدير عام فما فوق!
ومن المؤسف ان العديد من المراكز المهمة كانت تدار بالوكالة، وكأن العراق خال من الأصلاء. حتى حدا بالبعض للقول بأن الوطن برمته يدار بالوكالة، وفيهم من يغمز لهذه الدولة القريبة أو تلك البعيدة!
الطامة الكبرى، التي خيمت على رؤوس المواطنين، وخصوصا الموظفين، سابقا، ان بعض هؤلاء المدراء العامين، غير "الاصلاء"، قد تجاوز عمر وجودهم في المنصب الشروط القانونية، بالرغم من انهم لم يقدموا لتلك الدوائر إنجازا ملموسا يشار اليه، والأنكى من ذلك هو تهديدهم المبطن كل من يحاول أن يشير إلى أية قضية سلبية في دوائرهم، حتى وصل الأمر ببعض الدوائر إلى محاربة الناس في أرزاقهم وخاصة العاملين بالعقد أو بالأجر اليومي!
هؤلاء المدراء، الذين لا يخافون الله ولا عباده، يشيعون عبر المتملقين وماسحي الاكتاف بأن هذا المدير " قوي " و " مدعوم " من قبل الوزير الفلاني أو المسؤول العلاني، من علة في قلب كل فاسد!
مع كل هذا الذي ذكرناه عن هؤلاء الضاغطين والمضغوطين نرى بان عملية "تدويرهم" كانت تجري في أكثر من منصب.
وانتقلت عدوى " الوكالة " من حكومة إلى أخرى حتى انتبهت حكومة د. عادل عبد المهدي غير المكتملة حتى الآن لأهمية هذا الامر فأصرت على رفع الوكالة "بزينها وشينها" من على رؤوس المواطنين، وهذا الفعل يشبه رفع " الصبات" الخانقة من شوارع بغداد، والتي لاقت ترحيبا كبيرا من الناس.
بعد خطوات التغيير الأولى هذه، لم يبق امام الوزير الفلاني الا محاربة شبكات مافيا الفساد المنتشرة في وزارته، حتى لو جاء هذا الوزير عن طريق المحاصصة البغيضة، وعدم القبول باي شكل من الأشكال بتدوير بضاعة العهود البائدة!
وعلى "الاصلاء" أيضا أن يفهموا بأن " الكرسي" الذي يجلسون عليه لم يكن سوى واسطة لخدمة الاخرين.
ولو دام هذا "الكرسي" لغيرك لما وصل اليك!
نقطة ضوء.. ما يدوم إلا وجه الأصيل!
- التفاصيل
- طه رشيد
- آعمدة طریق الشعب
- 1407