لم تكن "القبعات الحمر" تقليدا لحركة معينة، أو محاكاة لتيار بعينه، بل إنها من ابتكار مجموعة من الرفاق الشيوعيين الذين نزلوا إلى شوارع الاحياء الشعبية واسواقها، فاتحين قلوبهم واذرعهم لكل الناس على مختلف مشاربهم، ومجيبين عن أسئلتهم في شتى المجالات من التاريخ العريق للحزب إلى برنامجه وكل ما يتعلق بشؤون المواطن والوطن.
ساهمت، بالأمس القريب كل منظمات الحزب في بغداد بهذه الحركة، فجاب الرفاق أزقة الفضل والكفاح والصدرية والشعلة والشوارع الفارهة في المنصور، طارقين الابواب والمحلات التجارية وأصحاب "البسطيات" والسابلة حيث أجروا حوارات عديدة مع المواطنين، تطرقوا فيها إلى المواقف الوطنية للحزب ودفاعه المستميت عن حقوق الفقراء والكادحين وسائر شغيلة اليد والفكر.
القبعات الحمر صارت حديث الناس في تلك المناطق، هؤلاء الناس الذين بحاجة إلى من يستمع لهم ولمشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية، والبحث عن الحلول من خلال النقاشات الساخنة معهم، وبهذه الطريقة يتمكن الحزب من خلال رفاقه المساهمين بهذه الحركة من تشكيل تصور حقيقي للواقع الذي يعيشه الناس، بمختلف جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية والتعليمية.
وما لاحظه ذوو القبعات الحمر هو انعدام الخدمات في أغلب المناطق التي طرقوا فيها الابواب.
الحقيقة المرة تقول: ان تكون بين الناس خير من ان تنظّر وانت في مكتبك العاجي! وهذا ما يفعله الشيوعيون على الدوام. فالتغيير والإصلاح لن يتحققا ما لم تساهم به شرائح المجتمع المختلفة، ولنا في تجارب شقيقة وشعوب مجاورة خير دليل! وها هو الشعب السوداني ما زال متمسكا وبشكل بطولي بمطاليبه الأساسية بقيام دولة مدنية تضمن حقوق المواطن الرئيسة.
ونحن كحزب وجماهير، رفاقا واصدقاء، ما زلنا نعمل جاهدين من أجل الوصول الى دولة المواطنة المدنية الخالية من الفساد والفاسدين، والتي يفترض ان يعتمد تشكيلها على الكفاءة والنزاهة، وليس على أساس المحاصصة وبيع وشراء المناصب والدرجات الخاصة!
افتحوا ابوابكم وقلوبكم لذوي "القبعات الحمر"، فهم صوتكم، الصوت الذي يخيف الفاسدين والموتورين والمتملقين.
انه صوت الإصلاح والتغيير.