كان للشيوعيين واصدقائهم وانصارهم ادوار في مجالات الابداع كافة ومنها الرياضة، حيث ساهم الحزب ومن خلال مؤتمراته وصحافته وعبر تاريخه الطويل بالدعوة الى الاهتمام بالقطاع الرياضي ودعم الرياضيين وتعرض العديد من رياضيينا للاضطهاد والملاحقة والمطاردة والسجون والبعض للإعدام والاستشهاد. وضمت قوافل ابطالنا وشهدائنا اسماء رياضية لامعة كانت لها ادوار متميزة في مسيرة الحزب، نستذكر منها نجوما لامعة في سماء الوطن، الشهداء طارق محمد صالح ونافع منعم وسعيد متروك وبشار رشيد وعمار جابر وسعدي لايج وعادل عبود وصبري كاظم ولعيبي فرحان وكاظم عبود وعبد الواحد عزيز وعبد الله رشيد وسعدون مطشر وحسن بنيان والمئات من الرياضيين، هؤلاء الفتية الذين قدموا حياتهم قربانا للوطن كانوا رياضيين صادقين وجدوا في خدمة الوطن ورياضته طرقا نحو السعادة والمجد.

واليوم يحتفل الشيوعيون وانصارهم واصدقاؤهم بالذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس حزبهم العتيد ويشاركهم في هذه المناسبة الوطنية الغالية الآلاف من ابناء شعبنا العراقي الأبي ومنهم أهل الرياضة الذين يعرفون دور الحزب الشيوعي ومساهمته الايجابية في دعم القطاع الرياضي وتفعيل دوره الايجابي الوطني لشد اللحمة الوطنية وتفعيل ارادة الرياضيين وفعالياتهم بما يخدم الوطن وشعبه وبناء المستقبل المشرق للعراق الفيدرالي الموحد. لقد ساهم الحزب الشيوعي من خلال نضالاته وتاريخه بدعم الرياضة ونشاطاتها، منذ تأسيسه في 31 آذار 1934، مثلما دعم الفنون والآداب والعلوم وكل النشاطات الابداعية.

واليوم ايضاً يدعو الحزب الشيوعي العراقي الى اسناد الرياضة بكل تفاصيلها وتنوعاتها لانها تمثل رسالة حضارية تعنى ببناء المجتمع المتقدم والراقي، وتقف بوجه المساعي الظلامية والمتخلفة، وتساهم في توفير الفرص الواسعة امام ابنائها للمساهمة في ترسيخ البناء العراقي الوطني وفتح الطريق امامهم لغد رياضي مشرق ومضيء.

وبهذه المناسبة نقول لاحبتنا الرياضيين انتم مدعوون للمساهمة في اصلاح وتغيير الواقع الرياضي الذي نعيشه اليوم، فالمؤسسات الرياضية تعاني من غياب القانون وفقدان السيطرة والفوضى وغياب الفلسفة الرسمية لرياضة الوطن وعدم تفعيل المادة الدستورية رقم (36) والخاصة بحق المواطن في ممارسة الرياضة، ومن واجب الدولة توفير ظروف ومستلزمات ممارستها، الامر الذي تسبب في ارتباك القطاع الرياضي وتراجع النتائج وحصول الاخفاقات الرياضية وتقدم انصاف الرياضيين والانتهازيين في الميدان الرياضي مع غياب الكفاءات والخبرات وضياع بوصلة العمل الرياضي، مما يتطلب منا جميعاً ان نتعاون ونتكاتف من اجل تجاوز الواقع الحالي والانطلاق نحو مستقبل واعد يتجاوز سلبيات وحساسيات الماضي والتعامل بروح عراقية وطنية لرأب الصدع وتجاوز الماضي بكل اخطائه وعيوبه. وهذا لا يتم بالتمني والدعاء بل بالعمل الصحيح وفتح الابواب امام الكفاءات والخبرات الرياضية المجتهدة والابتعاد عن المصالح الشخصية والمنافع الذاتية، وابعاد الرياضة عن الولاءات الحزبية الضيقة والطائفية المقيتة والعشائرية والمناطقية واعتماد الهوية الوطنية العراقية اساسا ومعياراً في اختيارنا للقيادات الرياضية.

لقد كانت لنا وللكثير من اصدقائنا وبعض الاطراف الخيرة جهود كبيرة في تحقيق القليل من المطالب الخاصة برواد الرياضة وابطالها، وما زلنا ندعو لتحقيق بعض المطالب الاخرى بما يضمن لأهل الرياضة وروادها حياة هانئة ومستقرة، وان دعوتنا ونشاطنا في الاوساط الرياضية ودعمنا للفعاليات والنشاطات الرياضية هو جهد وطني لخدمة عراقنا الغالي والرياضة واهدافها الانسانية السامية.

عرض مقالات: