كانت بلادنا الحبيبة تسمى بلاد ما بين النهرين لان نهري دجلة والفرات قد اعطيا الحياة لبلادنا الحبيبة باروائها الانسان وما يعيش عليه الانسان على حد سواء ولكن لم تعد بلادنا بلد ما بين النهرين منذ شق نهر آخر مجراه بدماء ودموع وآهات خيرة بنات وابناء الشعب العراقي وروى هذا النهر العظيم حياة بلادنا الفكرية والثقافية، روى كل الافكار التنويرية والتقدمية والانسانية والحضارية، روى كل المفاهيم والقيم الجميلة والنبيلة في مجتمعنا العراقي التي تدعو الى المحبة والتعايش والتآخي والسلام لذلك حاول كل الطغاة والمستبدين والمتخلفين بمختلف اشكالهم والوانهم وازيائهم ايقاف جريان هذا النهر العظيم فاعدموا وسجنوا وشردوا مئات الآلاف من خيرة بنات وابناء الشعب العراقي لايقافه، لكن من دون جدوى، واستمر الجريان وقذفهم الى مزابل التاريخ مستمداً عنفوانه من دماء خيرة بنات وابناء الشعب العراقي لانهم ادركوا مبكراً انه لا يمكن بناء دولة ديمقراطية مدنية حضارية توفر الخبز والحرية والكرامة من دون نهر يروي الاسس الفكرية والحضارية والعلمية والثقافية لبنائها.

تحية لهذا النهر العظيم، للحزب الشيوعي العراقي في ذكرى ميلاده وتحية والف تحية لكل من ساهم ويساهم في ديمومة جريانه بيده او بلسانه او بقلبه وتحية لكل من ارتوى من هذا النهر بشكل او بآخر. تحية للحزب الشيوعي العراقي الذي كان وسيبقى عنواناً للوطنية والشهامة والاستقامة والنزاهة والتضحية، تحية لمن كان ضوء العصر والمصباح حين تشتد حلكة الظلام، انه الحزب الشيوعي العراقي الذي عمل بلا كلل او ملل من اجل توحيد قوى الديمقراطية والتقدم والسلام وكنا نأمل من القوى السياسية المتنفذة ان تغادر حلكة الظلام ،ظلام المحاصصة المقيتة، ظلام الصراع اللامتناهي على السلطة والجاه والنفوذ والمال. ظلام المحسوبية والمنسوبية، الظلام الذي اوصل بلادنا الحبيبة الى كارثة حقيقية ما كانت ستحصل لو ارتوت القوى السياسية المتنفذة ولو قليلاً من افكار النهر العظيم ولو غادرت قليلاً حلكة الظلام الى ضوء العصر.

يا سادة يا كرام انها اللحظة التاريخية التي لا تعوض لتجتمع وتلتقي وتتوحد القوى والشخصيات الديمقراطية والوطنية والاسلامية المتنورة وتتجاوز حالة الفرقة والتشتت لتشكل كتلة عابرة للمكونات من أجل بناء دولة حضارية لا تكون منحازة الى طائفة او مذهب او قومية او فئة بل تكون مهمتها وواجبها تطبيق قواعد التعايش السلمي والتآخي والاحترام بين مكونات الشعب العراقي وهذا ما ينتظره كل احرار وشرفاء الشعب العراقي على احر من الجمر.. نعم على احر من الجمر.

عرض مقالات: