من الاقوال المتداولة لدى اكثر الناس في العراق، قول الأمام علي (ع) " لو كان الفقر رجلا لقتلته" وهذه المقولة شاهدة على حالة العوز والفقر التي يعيشها اغلب الناس في بلدنا، وذلك لانعدام فرص العمل لغالبية الشباب والخريجين الجدد وسواهم من عامة الشعب، وبفعل الفساد الإداري والمالي المستشري، الذي اختصر التنعم بخيرات البلد على فئة معينة من السياسيين والمتنفذين.
اسأل، مالذي يجبر أصحاب الشهادات والعاطلين والباحثين عن العمل لتحمل عناء الوقوف على أرصفة الشوارع وهم يعرضون بسطاتهم المتواضعة التي رصوا ونضدوا بضاعتهم عليها غير الاسترزاق منها وبعرق جبينهم، لولا الحاجة ومتطلبات الحياة المعيشية من مصاريف الإيجار والغذاء والعلاج والملابس وتكاليف المدارس والالتزامات العائلية وغيرها.
ما هو الشيء الذي يجبر هؤلاء الكادحين على تحمل الأمطار والبرد في الشتاء والشمس وحرارتها اللافحة في الصيف لولا طلب العيش وسد احتياجات عائلاتهم اليومية.
اليس قرار المنع يعد أمرآ مرفوضا وفق منطق العقل والإنسانية والدستور العراقي، كما ان فرض القانون لا يأتي بالفوضى وخلق أزمات جديدة تضاف الى أزمات الشعب المزمنة خاصة الى تلك الشريحة الفقيرة من المجتمع، فقطع الأرزاق دون توفير ضمانات لهم بإيجاد مجمعات للبيع أو أكشاك نظامية يعتبر حيفاً وظلماً فاضحاً بحق الكادحين، كما يفترض توفير السكن والضمان الصحي والاجتماعي الذي نص عليه دستورنا العراقي.
اليس غريبا عندما ينوي هؤلاء الفقراء التظاهر للمطالبة بإيجاد حلول لمشكلتهم، ان تستنفر كل تلك القوات المتجحفلة لقمعهم، ولا أدري لماذا استفز الأمر امانة بغداد والقوات الأمنية وما هو سر خوفهم من المتظاهرين لكي يتنزلوا مدججين عددا وعدة وسلاحا وبكامل آلياتكم العسكرية وخراطيم المياه، حاملين الهراوات الى الشارع؟ للوقوف بوجه اصحاب البسطات من المتظاهرين، أتحسبون انكم ستواجهون افراد داعش وارهابيين، ام ماذا؟
أحد أصحاب العربات في الكرادة داخل، تعجب لأمر القوات الامنية، وقال " لآ أدري لماذا يفعلون كل ذلك، ولأكثر من أسبوع، ونحن نتظاهر سلميا ونرفع مطالبنا وهم يمنعوننا ويقمعوننا، وقد اتفقنا على أن نتظاهر سلميا في يوم السبت 23/3 لكنا فوجئنا (وهو يشير بيده) بهذه المعدات العسكرية وخراطيم المياه، وختم قوله " نحن عزل ومن الشعب، لما تحاربوننا في مصدر رزقنا وعيشنا"
ختاما أقول، ألا تخافون من ثورة الجياع؟ اذن لماذا تقدمون على قرارات كهذه؟