الطابور الخامس مصطلح متداول في أدبيات العلوم السياسية والاجتماعية نشأ أثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي نشبت عام 1936 واستمرت ثلاث سنوات وأول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال "اميليو مولا" أحد قادة القوات العسكرية الشمالية الزاحفة على مدريد وكانت تتكون من أربعة طوابير فقال حينها إن هناك طابورا خامساً، من داخل مدريد، يعمل مع جيش الجنرال فرانكو ضد الحكومة الجمهورية التي كانت ذات ميول ماركسية يسارية ويقصد به مؤيدي فرانكو. وبعدها ترسخ هذا المعنى وراح يطلق على الجواسيس أو على من يعمل من داخل بلده ضد الدولة.
فمن يا ترى الطابور الخامس في العراق الذي يسعى الى تمزيق الوطن وإفشال تجربة التبادل السلمي للسلطة؟!
وقبل الاجابة ستنبري أصوات، عن حق أو عن باطل، وترفض "تجربة" ما بعد النظام الدكتاتوري جملة وتفصيلا! اجل هناك تلكؤ واضح للعيان، منذ عقد ونصف، وخاصة فيما يتعلق بإعادة بناء البلد وتقديم الخدمات وترميم البنى التحتية. واول متهم في هذا المضمار هو الفساد المستشري في أوصال الدولة والمجتمع على حد سواء، ومن هنا جاء حرص الفاسدين على أن يدوم الحال على ما هو عليه، لأنه يشكل أرضية صالحة وسانحة لزيادة ارصدتهم والتلاعب بالمال العام بالاعتماد على اضعاف هيبة الدولة التي لم تستطع حتى الان الضرب بيد من حديد على أيدي كبار الفاسدين!
وثانيهما نهج المحاصصة الذي تريده وتصر عليه بعض القوى السياسية، وهذا النهج يساهم بشكل فعال في إنتاج الأزمات التي تستفيد منها مافيا الفساد.
أضف إلى هذا بعض الدول الإقليمية والدولية، التي تراهن على إبقاء العراق منطقة صراعات ساخنة لتمرير مشاريعها الاقتصادية والسياسية بأجندات مرتبة تخلو من ما ينفع العراق وشعبه ، وإلا فكيف تستطيع، ثلة من منبوذين في أوطانهم لا يعرفون آباءهم من أعمامهم ولا يعرفون من الدين سوى الذبح باسم الخالق الرؤوف الرحيم، أن تحتل ما يقارب ثلثي خارطة العراق، لو لا الزواج غير المقدس بين الفاسدين وازلام النظام الصدامي بدعم من تلك القوى الخارجية؟!
إنهم يشكلون الفصيل الاساسي لطابور خامس يعمل على إعادة عقارب الساعة إلى ماض قريب..
لكن قافلة التغيير تسير رغم أنوفهم وستشرق شمس البناء على أرضنا بجهود القوى الخيرة المحبة لوطنها وشعبها مدعومة بحشود شعبية ومدنية وهي صاحبة المصلحة الحقيقية بالتغيير المقبل